القوى الطامعة في السيطرة على مقدرات الأمة العربية تعمل على إشعال حرائق الفتن ليلاً ونهاراً وجهاراً، ولم تعد تخفي مخططاتها العدوانية على الإطلاق؛ لأنها من خلال صناعتها لما يحلو لبعض المخدوعين تسميته بالربيع العربي قد استطاعت تمزيق وحدة الصف العربي، وأن الشعوب العربية باتت تغلي لغليان القوى التآمرية. ونتيجة لهذا الوهم الذي تعده قوى التآمر طعماً للشعوب العربية يستطيع أن يسهل عليها فرض الهيمنة العسكرية على الشعوب الحرة والمتمسكة بحريتها، فإنها كلما شعرت بفشل المخططات العدوانية كلما صنعت حدثاً جديداً تظن من خلاله أن يعطيها المبرر لفرض الهيمنة والسيطرة المطلقة على الأرض العربية. إن الوهم الذي تعيشه القوى الاستعمارية التآمرية سيقودها إلى الهاوية وسيكلفها الكثير؛ لأن الشعوب العربية لن تقبل بالإذلال والإكراه، وأن الأعمال القذرة التي استهدفت ديننا الإسلامي وخاتم الأنبياء والمرسلين محمد - صلى الله عليه وسلم - التي تسعى من خلال تلك القوى استثارة عواطف المسلمين لجرهم إلى الأفعال المحرمة في ديننا الإسلامي الحنيف بهدف إيجاد المبرر لفرض العدوان على مقدرات الأمة. بات أمراً مفضوحاً، وأن الأحرار الذين لا يقبلون بالعبودية لغير الخالق - جل شأنه - يدركون أن تلك الأعمال المسيئة إلى الدين وخاتم النبيين واحدة من المؤامرات التي تصنعها القوى العدوانية لجر العامة للقيام بأعمال تبرر عدوان القوى الاستعمارية لفرض الاستعباد والإذلال. إن التفكير في استعباد الشعوب العربية وإخضاعها للقوى الاستعمارية تفكير في الخيال؛ لأن الشعوب العربية تدرك تماماً بأن صناعة الأحداث التي تقف خلفها قوى الاستعباد والاستئثار لن تفلح في إتاحة الفرصة للقوى الاستعمارية بفرض هيمنتها على مقدرات الأمة وخيرات الوطن العربي الواحد. وقد بدأت بوادر اليقظة العربية الإسلامية تظهر في الشارع العربي، وبدأ الناس يستيقظون من غفوتهم التي استغلها العدو، مستفيداً من عناصر العمالة والخيانة، وباتت الشعوب العربية اليوم أكثر إدراكاً بخطورة الاستهداف الاستعماري، ولم تعد تستجب للإثارات التي تحدثها أو تصنعها قوى الشر والعدوان، وأن وحدة الصف لحماية الكيان العربي والإسلامي بات اليوم همّ كل الأحرار في الوطن العربي الكبير الذين طلقوا المصالح الضيقة، وهذا هو السبيل الأمثل لإعادة بناء وحدة الوطن العربي، الذي جعل من الإسلام روحاً والعروبة جسداً؛ من أجل الخير للناس كافة بإذن الله.