من المفارقات العجيبة المريبة في بلادنا وتثير الاستغراب والألم في آن واحد اعترافنا يقينا ان بلدنا بلد خير وعطاء ,بلد فيه من الخيرات الكثير من موارد ,معادن وثروات ما يكفينا ويكفي احفادنا لزمن آت لكننا رغم ذلك نشكو من الفقر والحاجة الى دعم الآخرين لنا وصدقاتهم علينا ونتباكى بمرارة خانقة ان خزائن الدولة فاااااااااااااارغة ونتيجة لذلك تحولنا الى بلد يعيش على شفقة وصدقات الغير يستجدي عطف الدول الصديقة والشقيقة,الاقليمية والبعيدة. فهل هذا الوضع طبيعي وكيف يجدر بنا ان نفهم هذا التناقض والمفارقة العجيبة؟هل يعقل ان نكون في بلد غني لكننا وللأسف نستجدي في المؤتمرات والمحافل الدولية ما يسوى ومالايسوى؟هل هذا الوضع يسعد من يكنزون أموال البلد في خزائنهم وأرصدتهم الخارجية ويقفون موقف المتفرج على عذابات وطنهم بينما هم بمقدورهم دعمه بما يكفيه مر وذل السؤال والنواح وبما يحفظ ماء وجهه من شفقة الآخرين؟ألا يخجل هؤلاء من انانية انفسهم وبلدهم يغرق في وحل الفقر ورداءة الوضع المعيشي والانساني والاقتصادي بينما هم غاضون الطرف وكأن هذا الوضع لا يعنيهم ولا يهز لهم جفناً؟ لدينا بالصلاة على النبي كم هائل جدا جدا من المسؤولين والوجاهات والمشائخ والكبارات والوزراء ورجال الاعمال يسدون عين الشمس وفي المقابل فإن مالديهم من مليارات بمقدورها ان تغطي كل اليمن,ولو انهم تبرعوا من خزائنهم بمليون واحد فقط فحتما لن نضطر لاستجداء شفقة الاغراب. لماذا لا تقوم الحكومة بعمل صندوق تبرعات لليمن وتلزم هؤلاء على التبرع لإنقاذ اليمن من مهالكه؟لماذا لا يستشعرون مسؤولياتهم تجاه وطنهم في هذا الظرف الصعب الذي يتوجب عليهم اخراجه مما هو فيه ورد الجميل له ويكونوا فعلا اصدقاءه وقلوبهم عليه لأنه سبب ما هم فيه من خير وخيرات. هو مقترح لو فكرت فيه النخب السياسية واصحاب المليارات المكدسة والمنهوبة والمهربة بجدية ومصداقية وبضمير حي وبروح مسؤولة راقية وهمة وطنية حقيقية وسعوا الى تطبيقه على ارض الواقع فوالله لن نحتاج لأحد اطلاقا. ليكن أبناء اليمن اصدقاء لبلدهم قبل ان يطالبوا الآخرين ان يصبحوا أصدقاء له ولنعقد مؤتمرا لأصدقاء اليمن من ابنائه ومحبيه تجمعهم الألفة والخوف عليه من مستقبل لن يكون بفضلهم قاتماً ومرعباً ومجهول الهوية بل سيكون بهوية يمنية بحتة اساسها حب الوطن الغالي وانقاذه وحمايته ممن يتربصون به الويلات والشتات.فهل نحن فاعلون ذلك وصادقو النية والهواجس لحماية بلدنا ام ان الوطنية ليست اكثر من شعارات جوفاء عقيمة يتقيأونها بقرف كلما لزمت الضرورة؟ حماك إله الكون ياوطني وحماك حب وخوف ابنائك عليك ومحبتهم الصادقة النقية لك.