أثار السؤال الذي طرحته إحدى صديقاتي على صفحتها على الفيسبوك وجعي بل وجعنا (نحن النساء) حينما قالت : “ كم مرة في اليوم البنت اليمنية تتمنى تكون ولداً في هذا المجتمع البائس؟ وجاءت التعليقات جميعها بالمواساة لحال لم تكن المواساة فيه يوماً إلا حبراً على ورق لذا كان علي أن أرى ماذا سيتغير لو أنني أصبحتُ رجلا وهل هناك مأساة فعلا إن لم أكن؟!.. ليتني رجلاً حتى إذا ما سنحت لي الفرصة السفر للخارج لإكمال دراستي لا تذهب المنحة إلى آخر بسبب غياب أو تأخر المَحرم ! ليتني رجلاً حتى إذا ما اخترت مجالاً للعمل مزدحماً بالناس أو جديداً على المجتمع وإن كان مرهقاً لا أسمع همسا أو ثرثرة بأني جريئة تحت مبرر أن هذا العمل مناسب للرجال فقط ! ليتني رجلاً حتى إذا ما دُق باب الزواج كان لي الحق في إبداء رأيي في الشريك دون تحفظ أو أسمع أحدا يذكرني بأن امرأة ! ليتني رجلاً حتى إذا ما اضطررت يوماً لدخول سوق مكتظ لشراء شيء ما لا اشعر بنظرات ثاقبة تلاحقني فأكاد اسمعهم يتهامسون «النسوان يعجبهن المزاحمة» ! ليتني رجلاً حتى أوقع امرأة في شراكي وعندما تبادرني بالاعتراف بالحب سأقول لها : أعتذر ولكنك أسأتِ فهمي فأنا احبك مثل أختي ! (مع الاعتذار لصديق سوري لنقلها بتصرف) إذا صار وتحولت يوماً لرجل، سأجلس يوماً كاملاً في “ قهوة شعبان بجانب حسبة رام الله”، كوني لم أستطع الجلوس فيها وأنا امرأة..!! (على لسان صديقتي الفلسطينية أماني أبو صبح). ليتني رجلاً حتى إذا ما تعرضت لإشاعة كيدية يوماً ما لا يحفرها الزمن في أطراف ألسنة الناس فيصعب محوها أو تصويبها ، ويظل عذري ومبرري بأني رجل أمام أي ذنب اقترفته أو قد اقترفه ! ليتني رجلاً حتى إذا ما خرجت لزيارة صديقة وتأخرتُ ليلاً في العودة لا انتظر سؤال جارتنا لي في اليوم التالي « أين رحتِ أمس شفتك وانتِ مروحة بالليل». ليتني رجلاً حتى إذا ما اُتخذ قرار بالبيت كان لي فيه الكلمة الأوفى دوناً عن أختي وإذا ما تقاعست عن فعل أمراً بالبيت أيضا كان لي العذر الأقرب فأنا رجل والرجل في البيت له من كل شيء نصيب حتى في اختلاق المشاكل والمبررات لفعلها ! ليتني رجلاً فقط ليراني المجتمع أبعد من كوني ناقصة عقل ودين في معظم الأمور الحياتية في حين الواقع يوما بعد يوم يُثبت أن المرأة اجتازت هذه الحقيقة بالكثير من الإنجازات والنجاحات ما يُكمل ذلك النقص ويفيض ... وحتى لا تنصب الاتهامات بالنزعة الأنثوية هنا لا بد من مواجهة النصف الآخر (الرجل) وفي عمود قادم سنرى متى يتمنى الرجل أن يُصبح امرأة وسأكتب “ ماذا لو أصبحت امرأة ؟!” ..حينها فقط سنعرف أينا يصب عليه الظلم في المجتمع الشرقي اليمني أكثر .. رابط المقال على الفيس بوك