لا أدري من أين أبدأ وكيف أبدأ، كل شيء في بلادي يسوده الغموض.. اليمن اليوم تمر بمرحلة صعبة وحرجة أجواؤها مكهربة وصواعق بني الإنسان تتفجر في أكثر من مكان...لا أعلم إن كانت هذه الآلام التي تعاني منها البلاد هي نتيجة طبيعية لولادة يمن جديد أم لا.. يعتصرني الألم وتنتابني الحسرة وأنا أسمع وأشاهد التخريب والفوضى في أكثر من مكان على أرض اليمن الغالي لا أعرف بالضبط من هم المخربون وإلى أي فصيل ينتمون ولكني أعلم جيداً ومعي الكثيرون أن من يقوم بهذه الأعمال التخريبية المشينة هم أعداء اليمن أرضاً وشعباً كل شيء جميل يريدون هدمه وتدميره.. مصدر عيشنا من البترول والغاز يتعرض للتخريب من يوم لآخر. مصادر الضوء والنور، محطات الكهرباء وأبراجها تتعرض للتدمير بشكل شبه يومي، شرايين الحياة تقطع من حين لآخر هنا وهناك فكل من هب ودب أصبح قاطع طريق والشيء المؤسف حقيقة إن كل من يقوم بهذه الأعمال التدميرية من بداية الأحداث حتى اليوم هم من أبناء اليمن وأحب أن أذكرهم هنا لعلهم يتعظون بقول الله تعالى {إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يقتلوا ويصلبوا وتقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم إلا الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم فاعلموا أن الله غفور رحيم} في ظل هذه الأوضاع المحزنة والمؤسفة استطيع أن أشبه اليوم اليمن بأم منهكة تقف وسط الدائرة وجسدها يقطر دماً والكثير من أبنائها من سياسيين وأحزاب وطوائف وقبائل وحراك يشكلون هذه الدائرة ويقفون حولها ممسكين بأيديهم سيوفاً ورماحاً حادة يصوبونها على أمهم اليمن بينما اليمن الأم تصيح وتصرخ في وجوههم كفى افسحوا الطريق لأمر بأمان ويعم خيري على الجميع. أقول هذا الكلام كوني مواطناً يمنياً محايداً ويسمع ويشاهد الخلاف وتصاعد حدته بين أطراف العمل السياسي والحزبي والقبلي كلما اشتدت الأزمة وضاقت الدائرة على اليمن وكلنا يعلم اليوم بأن المدعوين للحوار والمصالحة كل طرف منهم يحمل ملفاً مليئاً بالطلبات والشروط التعجيزية والبعض منهم سيدخل الاجتماع وفي ذهنه تحقيق الحد الأعلى من طلباته وكأن البلد بلده لوحده تذكروا أيها السادة بأن الشجاعة ليست استعراضاً للقوة والهيمنة وفرض الرأي على الآخرين والشجاع هو من يضحي ويقدم التنازلات من أجل مصلحة شعبه ووطنه وليس من أجل مصلحته ومصلحة الفئة التي يمثلها. وأعلموا أن المفاوض والمحاور الحكيم هو الذي يخرج بأقل الخسائر ويحقق الحد المعقول من طلباته فلا تحولوا الحوار إلى جدال والمصالحة إلى خصام وتعيقون بذلك مسيرة اليمن واليمنيين. وهنا وفي هذا المقام أقول لقادة العمل السياسي والمشاركين في مؤتمر الحوار: أنه يجب عليكم وفي كل مرة تجتمعون فيها أن تتذكروا اليمن وخمسة وعشرين مليون إنسان يعيشون فيها كل هؤلاء البشر همهم الأساسي الأمن والأمان والاستقرار.. نتمنى نحن اليمنيون من قادة الأحزاب والقبائل والحراك والطوائف أن يكونوا متعاونين مع الأخ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية الذي أراد له الله أن يكون رئيساً لليمن وولي أمر لكل اليمنيين بإجماع اليمنيين والعالم وهو المفوض الأول من قبل الشعب اليمني والعربي والدولي في بناء الدولة اليمنية الحديثة الذي يجب على الجميع أن يساعده في بناء يمن العدل والمساواة، يمن يكون فيها الحاكم والمحكوم والشيخ والرعوي والغني والفقير سواسية أمام القانون قولاً وفعلاً.. في الأخير ..اعلموا يا قادة السلطة والمعارضة بأنكم بشر ولكل واحد منكم أجل محدود ومكتوب فالموت مصير كل إنسان ويوم الحساب كلكم ستعرضون على الله عزوجل وستسمعون قوله تعالى “ لمن الملك اليوم” فاتقوا الله في وطنكم وشعبكم الذي من مكوناته مئات الآلاف بل ملايين من القُصر والعجزة أطفالاً وشيوخاً مسنين ونساء. اخرجوا اليمن من دائرتها الضيقة وافسحوا الطريق ودعوا السفينة تبحر لنصل جميعاً إلى شاطئ الأمان.. والله من وراء القصد [email protected] رابط المقال على الفيس بوك