لقد برع قادة المشترك بكل مالديهم من تجارب ووطنية يتقدمهم الفارس جار الله عمر الذي تعامل مع مشروع اللقاء المشترك كحلم يتوج به مشواره السياسي، وكان تأسيس اللقاء المشترك نقلة نوعية ليس على مستوى اليمن وإنما على مستوى العالم العربي المتخبط بالخصومات ... دفع الشهيد (جارالله عمر) في سبيل ذلك دمه أحسبه أنه كان يدرك ذلك تماماً ويعده توفيقاً وامنية نالها وهو على جواده محارباً لم يترجل إلا عندما فاضت روحه ... تهندم واستعد الى حضور عرس الإصلاح كما صرح قبل مجيئه، كان مسروراً ومنتشياً وكان يدرك قبل غيره ماذا يعني كل هذا وهو يكسر حاجز الوهم والتخلف ويزيح مع زملائه عامل الضعف الأساسي والتشرذم الذي أصاب الحياة السياسية اليمنية... وما إن توسط بكلمته التي ألقاها في مؤتمر الإصلاح حتى ضجت القاعة بالتكبير للاشتراكي جار الله عمر من قبل الاصلاحيين(الاخوان المسلمين) وحينها كان الأمر أشبه بالخيال لمن يعرف واقع العلاقة بين الأطراف السياسية المتربصة ببعضها.. كان هذا حدثاً وليس حفلاً حدثاً صادماً للنظام ورئيس النظام الذي اعتمد في حكمه على الجيش وصراع القوى السياسية، وقتها قالوا ....(هل أسلم الاشتراكي أم كفر الاصلاح) لم يحدث شيء ما حدث هوأن اليمنيين استفاقوا من نومهم وكان الشهيد جار الله عمر الحادي الجميل لهذه الاستفاقة وقائد القافلة الحنون، لقد أدرك وأدركوا أن اليمن لن تحمى إلا بالحب ورص الصفوف والحوار.... نزل من المنصة بعد أن فرغ من خطابه التاريخي وسط تصفيق حار وتكبيرات تهز القاعة وما هي إلا لحظات ليتجه بصحبة القيادي الإصلاحي سعيد شمسان الى البوابة .... لم يمهله القاتل حتى يخرج من القاعة ليسدد له وشمسان طلقات أردته شهيداً وسقط شمسان جريحاً بجانب صاحبه ......ما الذي يجري قالتها القاعة بصوت واحد ليأتي الخبر صادماً بقدر الفرحة، لقد استشهد جار الله عمر القائد اليمني الكبير، تلاشت الألقاب الحزبية لقد أصبح قائداً تاريخياً من بوابة الشراكة وتوحيد جهود اليمنيين على طريق الإنقاذ الكبير، وبكى الاصلاحيون قائدهم بقدر ما بكاه الاشتراكيون تماماً ....لم يمت جار الله عمر لقد بدأ حياة جديدة ..... استمر مشروعه ولم يتوقف وقلب الطاولة على الطغيان والقوة والاستبداد الذي سخر كثيراً من اليمنيين وقدرتهم على الفعل والعمل المشترك ليصبح الطغيان بعد عشر سنوات من غياب المهندس مسخرة بفضل هذا المشروع الحضاري الذي غرسه جارالله عمر ليكبر ويكبر ككلمة طيبة أصلها ثابت وفرعها في سماء المجد والتاريخ . [email protected] رابط المقال على الفيس بوك