في المحافظات الجنوبية من بلادنا الحبيبة هناك من هو متحمس لبقاء الوحدة وهناك من يريد فك الارتباط وبينهما أغلبية ساحقة تريد دولة , دولة نظام وقانون يحمي الحقوق والحريات وتصون كرامة الإنسان وتقدم خدمات راقية ليس فيها عنصرية أو مناطقية لا تفرق عندهم أن تأتي هذه الدولة في ظل اليمن الواحد الموحد أو في ظل الانفصال. على المتحمسين لبقاء الوحدة أن يدركوا أن هناك قضية عادلة وأن هناك أناساً انتهكت حقوقهم وصودرت ممتلكاتهم يجب أن يعاد لهم الاعتبار وتعاد لهم حقوقهم ويجب إشعارهم بأن هناك تغييراً حقيقياً قد حصل وأن زمن الاستبداد والظلم والهيمنة قد ولى إلى غير رجعة بالأفعال لا بالأقوال. وعلى من هو متحمس إلى فك الارتباط أن يدرك أن الواقع لم يعد كما كان وأن التطرف وفرض القناعات على الناس ورفع شعار لا صوت يعلو على صوت الحراك لم يعد ممكن في ظل الحراك الثوري المستمر وأن سياسة القطب الواحد والراي الواحد ولى زمانها. وعلى الجميع أن يدركوا أن العودة إلى ما قبل عام 90 امر غير ممكن والبقاء على وحدة 94 غير ممكن وليس هناك من حل إلا الحوار الجاد والبحث عن شكل جديد يرضى جميع الناس . من لديه قضية عادلة فليطرحها على طاولة الحوار ويناضل من أجلها بالطرق المشروعة ليس بالعنف لأنه يفقد القضية عدالتها ويتحول المظلوم إلى ظالم ثم يعود مظلوما أكثر من ذي قبل. لا أحد يستطيع أن ينكر وجود الحراك الجنوبي ودوره الريادي في الثورة السلمية الذي يعد هو شرارتها الأولى فقد صار رقماً صعباً في المعادلة السياسة ومحل فخر واعتزاز كل اليمنيين لكن انحرافه عن المسار السلمي وانجراره إلى مربع العنف وقيام بعض المنتمين إليه بقطع الشوارع وممارسة أساليب الترهيب لمنع الناس في التعبير عن قناعاتهم وآرائهم تحت قوة السلاح ونشر ثقافة المناطقية والعنصرية في مدينة هذا الحراك والتي لم تعرف يوماً شيئاً من ذلك عبر تاريخها النضالي الطويل أفقد الحراك زخمه الشعبي ورصيده النضالي ويدل دلالة واضحة على أنه أصبح مجرد مطية يستغلها بعض الساسة ممن رهنوا انفسهم لبعض القوى الإقليمية من اجل تحقيق مصالح زائلة. لقد ظل الحراك بمختلف فصائله يناضل منذ سنوات بالطرق السليمة من أجل قضيته العادلة واستطاع أن يفرض احترامه على الجميع في الداخل والخارج ويقف له إجلال واحتراما، عندما انطلقت الثورة الشعبية في محافظات الشمالية كان في طليعة أهدافها حل القضية الجنوبية حلاً عادلاً لا يزال هذا الهدف مطلب الثوار في كل ساحات الثورة في كل محافظات الجمهورية فلماذا عندما نصل إلى وقت جني الثمار وتحقيق الأهداف ينجر هذا المناضل الجسور إلى مربع العنف و ممارسة الإقصاء وعدم القبول بالرأي المخالف ؟ هذا التساؤل أحب أن أضعه بين أيدي عقلاء الحراك لا سيما أولئك الحراكيون القدماء الذين عرفناهم يستقبلون الرصاص بصدورهم العارية. لذلكم نقول لهم :,من أجل بلدكم ....و نضالكم منذ القدم , وقضيتكم العادلة ....نقول لكم بلسان الثوار المخلصين ..... نرجوكم لا تشوهوا ما رسمتموه من الحلم الجميل . رابط المقال على الفيس بوك