شهد ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء الأربعاء الماضي مهرجاناً جماهيرياً حاشداً نظمه المؤتمر الشعبي العام وحلفاؤه أحزاب التحالف الوطني الديمقراطي احتفاءً بيوم الوفاء بالوعد بتسليم السلطة سلمياً للرئيس عبد ربه منصور هادي والذي تم انتخابه رئيساً في الانتخابات الرئاسية المبكرة التي جرت في 21 فبراير العام الماضي 2012م للفترة الانتقالية المحددة بعامين بموجب المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة بشأن الأزمة السياسية التي اندلعت مطلع العام 2011م. احتفاء المؤتمر وحلفاءه بيوم ال27 من فبراير المنصرم حق كفله الدستور والقانون ..فمن حقهم أن يحتفلوا بطريقة حضارية وديمقراطية بمناسبة الذكرى الأولى لتسليم السلطة سلمياً باعتبار أن ما تم يوم 27 فبراير 2012م يعد حدثاً تاريخياً هاماً غير مسبوق، فلأول مرة في تاريخ اليمن القديم والمعاصر بل وفي تاريخ المنطقة العربية يتم انتقال السلطة سلمياً بطريقة ديمقراطية وحضارية فلماذا الإخوان في حزب الإصلاح استاءوا من الاحتفاء بهذه المناسبة الاستثنائية. لماذا يحللون لأنفسهم إقامة المهرجانات والمسيرات ويحرمون ذلك على المؤتمر وحلفائه؟ أليس حزب الإصلاح وشركائه والمؤتمر وحلفائه أصبحوا شركاء في السلطة ويتمتعون بنفس الحقوق والواجبات؟ فلماذا ردود الفعل المتشنجة من قبل إخواننا في حزب الإصلاح تجاه مهرجان السبعين؟ المقابلات والتصريحات والكتابات المقالية في الصحف والمواقع الإخبارية وصفحات التواصل الاجتماعي للإخوان في حزب الإصلاح أظهرت بجلاء مدى الصدمة التي أصيبوا بها وهم يشاهدون ذلك الحشد الجماهيري الكبير لأعضاء وأنصار المؤتمر الشعبي العام وحلفائه الأربعاء الماضي بميدان السبعين في صنعاء حتى أن الأخ أحمد عثمان في عموده اليومي بصحيفة الجمهورية قال إن المهرجان «مظاهر كذابة» وأنه كان إدانة كاملة على أن صالح يعرقل المسيرة وانتقال السلطة.. كما وجه عدداً من الاتهامات للرئيس السابق ولا ندري هل يمتلك أدلة على تلك التهم . .. الأخ أحمد عثمان وغيره ممن استفزهم مهرجان السبعين واعتبروه إدانة كاملة لعرقلة انتقال السلطة والتوافق السياسي ومؤتمر الحوار الوطني نقول لهم: مهرجان السبعين تم بصورة حضارية وسلمية وأكد على أهمية التبادل السلمي للسلطة والتمسك بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة والتوافق السياسي ودعم مؤتمر الحوار الوطني وأكد على وحدة الوطن وأمنه واستقراره بعكس مهرجان الإصلاح الذي أقيم بساحة العروض بمدينة خور مكسر في محافظة عدن يوم 21 فبراير المنصرم الذي أشعل نار الفتنة وتسبب في إزهاق الأرواح البريئة وسفك الدماء الزكية مما دفع بأعضاء اللجنة الفنية للتحضير لمؤتمر الحوار الوطني من أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية تعليق عضويتهم في اللجنة ،وكذا إعلان فصائل الحراك السلمي عدم مشاركتهم في مؤتمر الحوار بعد أن كانوا قد أعلنوا مشاركتهم فيه وذلك احتجاجاً على أعمال العنف التي تسبب بها المهرجان بساحة العروض في عدن.. فمن هو المعرقل للتوافق الوطني والتسوية السياسية والحوار الوطني؟ ومن الذي عمد إلى استفزاز أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية وأشعل نار الفتنة والأحقاد والضغائن بين أبناء الوطن الواحد وأضر بالوحدة الوطنية والسلم الاجتماعي؟! ختاماً: أقول للأخ أحمد عثمان وكل الإخوان في حزب الإصلاح الذين يصبون جم حقدهم على الرئيس السابق منذ مطلع العام 2011م ولايزالون حتى اليوم: لا تنسوا أن حزبكم كان شريكاً أساسياً وحليفاً استراتيجياً للرئيس علي عبدالله صالح منذ تسلمه السلطة عام 1978م وحتى العام 2003م.. بل إن قياداته كانت هي الحاكم الفعلي . رابط المقال على الفيس بوك