في استقراء فاحص لمحطات الأحداث والصراعات والخلافات عبر التاريخ ومنذ أن خلق الله الكون بما فيه كان الحوار فاتحة وخاتمة الحلول والبلسم الناجع لمعالجة الجروح بعد بيان كل مسببات الداء واستخلاص الدواء ومن هنا لابد لنا ونحن نطرق قضية الحوار التي باتت واضحت قضية محور ومرتكز حل لكافة الاختلالات السائدة في مجتمعنا وصارت خياراً واجب التسليم بضروراته ونقطة فاصلة لا مناص لنا من التعاطي بها في استخلاص الرؤى والأفكار ولوجاً لحلول تضمد الجروح وتجاوز انكائها التي طالت اضرارها كافة مسارات حياتنا وصارت تهدد مستقبل الوطن والأمة بمخاطر التفكك والانقسام. إن القراءة الوطنية المسئولة لما آلت إليه الأوضاع العامة والخاصة في عموم الوطن اليمني والاحتقانات التي أفرزت أحقاداً وضغائن وباتت مصدر تهديد للقيم الأخلاقية لبعض مكونات المجتمع صارت ناقوساً ينذر الجميع وعلى مدار الساعة بأنه لا متسع من الوقت بعد لاستمرار اجترار حالات الوهن والعجز عن الوقوف والثبات لاقتناص ما يلوح هنا وهناك من بوارق أمل للصحوة من الكبوة التي طالت والتي تتمثل في مؤتمر الحوار الوطني الشامل، هذا المؤتمر الذي لا يساورنا أدنى شك بأن الحكمة اليمانية ستتجلى في رحاب محطاته وسلسلة حلقاته وكما كان للحكمة اليمانية صولات وجولات عبر التاريخ الإسلامي وما قبله فإن جادة صواب العقلاء التي أثمرت حتى اليوم بما يعتمل في الساحة من تهيئة .. وبروز للقناعات بحتمية انتصار لغة الحوار على ما دونها تجلى أمامنا بوضوح بوارق الأمل بأن اليمانيين عقلاءهم وحكماءهم على جادة من الصواب .. إيماناً منهم بأن لاخيار للخروج من الواقع المؤلم الذي يتجرع مراراته الوطن وأبناؤه سوى الحوار .. إن مسار ما يزيد عن عامين من الخلاف والشقاق والمكابرة والعزوف عن جادة الصواب لم تؤدي إلا إلى تفاقم أوضاع حياة الناس في شتى مناحي الحياة فأربكت استقرارهم وشلت إبداعاتهم وعطاءاتهم وراكمت همومهم وصار المرء في ظل هذه الأوضاع لا يأمل إلا بالانفراج وبطريق يخرجه من كابوسه ونفقه المظلم وهو طريق الحوار الذي لا غنى عنه ولابديل له سوى المجهول أهواله وتبعاته كون الحوار قطارنا وطوقنا نحو النجاة. وإذا كان من الثابت ان الصلح أولاً الاتفاق بين المتخاصمين الذي يمثل ثمرة حوار ونقاش والتقاء في الختام حول نقاط الخلاف ويمثل قاعدة لا ضرر ولا ضرار يؤخذ به كأفضلية في حل النزاع ومن الأحكام التي إذا مثلت جادة أحد الخصوم فإنها لا ترضي الطرف الآخر رغم ما يرافق مراحلها الطويلة من إهدار للوقت والجهد والمال وإذكاء للأحقاد والضغائن ولذلك صار من الأجدى والأهم لنا جميعاً أن نصدق نوايانا ونخلص لمصلحة الوطن والأمة بالإيمان بأن الحوار هو جادة الطريق لتداول أوضاع الوطن وأبنائه ونعمل كل ما اوتينا من قوة ونستفيد من خيار الحوار لنقطع به الطريق أمام من امتهنوا بذر الشقاق وتعميق الخلاف والاستئثار بخيرات الوطن ومقدرات الأمة وتوظيفها في اشتعال الحرائق في جدار الوطن فنؤكد بحوارنا جدارتنا وقدرتنا في الانتصار عليهم انتصاراً للوطن وقضاياه ومستقبل أجيالنا.. التي لا يساورنا أدنى شك بأنها ستلعن كل من هادن وتقاعس وساهم وتهرب عن ولوج خيار الحوار أو لم يساهم في إن جاحه وهو المخرج الذي سيكون بإذن الله بداية مرحله جديدة في مسار بناء اليمن الجديد. رابط المقال على الفيس بوك