تجليات الحكمة اليمانية كانت ولا زالت وستظل حاضرة الأحداث والخطوب التي داهمت اليمنيين.. فكانت ضالتهم ومقصدهم في معالجة كل مشكلة واجهتهم عبر التاريخ.. ولعل من أبرز الأحداث و أخطرها التي واجهها حدث اليوم والساعة والعام والثلاثة الأعوام. ونعني به الأزمة التي تفاقمت مع مطلع عام 2011ولا زالت تداعياتها تلقي بظلالها على الواقع. الأخرون في الأقطار والأمصار سواء تلك التي قادتها أزمات مماثلة لما حدث في اليمن أو أبعد منها يتابعون بدقة ثمار الحكمة اليمانية التي فرضت على العقلاء وغيرهم في يمن الإيمان والحكمة انتهاج مبدأ الحوار كسبيل ناجح للتعاطي مع الأزمة الخانقة التي واجهت البلاد وكمدخل لإحداث التغيير السلس والشفاف على طريق بناء اليمن الجديد ومعالجة سلبيات الماضي والأخذ بإيجابياته. فالحكومات وخصومها في بعض الأقطار.. اختار بعضها الضغط على الزناد بدلاً من الأخذ بمبدأ الحوار فدفعت ثمناً غالياً في كافة مجالات الحياة سياسياً واقتصادياً وعسكرياً واجتماعياً وأخلاقياً وحتى إنسانياً.. مع إيماننا وقناعاتنا بأن الضغط على الزناد وسلوك منحى الحرب لا يقود إلا إلى الدمار والخراب ولا يتحقق النصر لأي من الطرفين مهما طالت الحرب أو قصرت.. والأخذ هنا بتجربة الأشقاء في كل من ليبيا وسوريا دلالة واضحة على ما نستشهد به وهو ما يجب أن نأخذ من العبر. فالأشقاء في ليبيا و حتى في تونس.. أوضاعهم الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية غير مستقرة.. وبروز مقاصدهم نحو الحوار بدت ملامحها.. وما هو مطلوب منهم هنا هو المصداقية في التسليم بأن الحوار ولا غيره المخرج لما آلت إليه أوضاعهم.. أما الأشقاء في سوريا فإن بوادر الحوار المتذبذبة لم تختمر بعد.. كون أطراف إقليمية ودولية تغذي نهج استمرار تدمير ذلك البلد العربي الشقيق.. وصار اليوم بؤرة لمقاصد و طموح قادة الإرهاب الفكري والسياسي مع تداخل مصالح أعداء الأمة العربية والإسلامية من عرب وعجم وفي طليعتهم الصهيونية العالمية “ اليهود” الذي قال الله فيهم {ولتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود}.. إذ صارت ميداناً وساحة لتجربة أحدث وأفتك الأسلحة دماراً وتدميراً.. وساحة للتجاذبات السياسية والفكرية وتمرير مخططات للإساءة إلى روح الإسلام وروح العروبة.. والمبادئ الإنسانية، تلك الحرب التي شردت ملايين السوريين في الداخل وفي أصقاع العالم بعد أن نشرت الدمار والخراب وفرضت على الأمنيين اللجوء إلى الأمان... ونتمنى من الله العلي القدير أن يكون ما حدث وأن يشكل ما آلت إليه أوضاعهم بارقة أمل لدى من تبقى من العقلاء في سوريا الشقيقة للتسليم بمبدأ الحوار إيماناً بأن الحرب لا تخلف إلا الدمار ولن ينتصر فيها أحد وأن الخاسر هي الأمة والوطن... والوضع السوري المؤلم لنا جميعاً معشر العرب والمسلمين.. يجب أن نأخذ منه جميعنا العبرة سيما الأشقاء في ليبيا وتونس وحتى العراق. وبالنسبة لنا نحن في اليمن نجد أن نجاح الحكمة اليمانية يكمن في أن تتبلور مخرجات نهجنا في مؤتمر الحوار بحصيلة تداوي جراحات الماضي وما آل إليه الواقع وأن تكون مقاصد اليمنيين في خاتمة حواراتهم... مصلحة اليمن أولاً والأمة أولاً.. وأن يترفع الجميع عن الصراعات والمصالح الذاتيه.. وأن يؤمن الجميع بأن ثقافة الحقد والكراهية.. وثقافة ونهج المصالح.. لا تجلب لقاصديها الخير فالشر وتبعاته لا يستثنى منها أحد.. وخيرٌ لنا أن نرسي لرجال اليوم وأجيال الغد قواعد تسمو فيها لغة الحب والحوار.. وتتنامى في رحابها قواعد المحبة بين الناس.. علنا بذلك نسهم في تضميد الجراح الغائرة بفعل ما عمقته سلوكيات ومقاصد بعض الأحزاب والعناصر من تجار السياسة والحروب في آن واحد.. ونرسي لأجيالنا مبدأ القدرة على أن نزيل المظالم ونقيم ميزان العدل وتجسيد مبدأ الانتصار للحكمة اليمانية.. ولأهداف الثورة والوحدة اليمنية 22مايو و26سبتمبر و14أكتوبر و30نوفمبر.. وحتى نثبت للأصدقاء بعد الأشقاء أن حكماء اليمن قد انتصروا لمبدأ الأمن والحرية والعدالة والسلام.. فيأخذوا منا العبر.. ولمحاورينا في مؤتمر الحوار الأخذ بعبرهم.. والله من وراء القصد رابط المقال على الفيس بوك