في البداية قبلة من اوساط قلبي واعماق روحي امنحها لكل شهداء الثورة وهي واجب الاداء منا لهم وهي قليل ,كيف لا وهم نور في افئدتنا وبلسم يداوي جروحنا ,بدمائهم الزكية والطاهرة ازاحوا كابوساً وكسروا حاجز الخوف وحضرت الحرية ولولاهم لما وصلنا الى هذه المرحلة انهم فتية خرجوا من اجل الوطن لمواجهة الظلم والقهر, وبلا استثناء فكل من استشهدوا وجرحوا شمالا وجنوبا كلهم من ابناء الوطن وهم اشراقة مضيئة سنظل نتذكرها دائما. بصراحة اليوم اشعر بحزن شديد بالرغم من فرحه انطلاق موعد الحوار الوطني لأنه يوم لا ينسى يوم مجزرة جمعة الكرامة الذي لم تتضح فصولها الى اليوم وهي مذبحة بلا عقاب بناء على تقرير منظمة هيومن رايتس ووتش الذي اسمته بذلك ,مجزرة سقط فيها عدد من خيرة شباب الثورة عقب ادائهم للصلاة برصاص لا يعرف الرحمة متصورين برحيلهم انه سيغادر الثوار الساحة لكن زادهم ذلك صلابة, إنه يوم حزين بكل المقاييس يذكرنا برحيل نخبة وكوكبة كان لديهم حلم بالتغيير بدولة مدنية تحقق كرامة المواطن والوطن, تحقق جزءاً من احلامهم ,والباقي لن يتم السكوت في حال تم التغافل فالثورة مستمرة وفاء لدمائهم ,اهداف كبيرة واحلام بوطن تتحقق فيه المواطنة والعدالة والمساواة والحكم الرشيد ,لكن علينا ان لا نخون تلك الدماء ونسكت بالمساومة والتغاضي, هم من صنعوا جذوة التغيير ,وعلى اخوة الثورة ان لا يتناسوا انهم قطعوا عهدا وعليهم الوفاء به اليوم ذكرى مجزرة الكرامة اتمنى ان نحييها جميعا وان لا يقتصر الحزن لتلك الاسر فهم اخوة لنا ,لا انسى قول الاستاذ عبدالملك المخلافي ذات مرة في كلمته بذكرى تأبين الدكتور عبدالقدوس المضواحي رحمه الله مخاطبا رئيس الحكومة: الثورة أمانة في أعناقكم أنت وزملاؤك الذين توليتم المسئولية ودماء المئات من الشباب الذين رووا هذه الأرض بدمائهم بالثورة الشعبية السلمية هذا الإرث أمانه في أعناقكم أمانه تتحملونها من اجل تحقيق المبادئ والأهداف. .اما الحوار الوطني فمرحبا به وتحية لكل المشاركين والذي نقول لهم: دماء شباب الثورة امانه في اعناقكم واعملوا من اجل الوطن حتى نرضى عنكم ولتضعوا الوطن فوق كل اعتبارات وتوجهات , جرس انطلاقكم بدأ وسنسمعه ولو بعد حين, فأحلام اليمنيين وتطلعاتهم تتجه نحوكم وتتابعكم ,وتتمنى ان تكون خطوة الى الامام بدون شد وجذب وعناد وحماقة ,ونخاف ان يتحول الى حوار الطرشان ليسحق كل الآمال ياريت ان تحضر العقول والوطنية والحلم والوفاء والصدق و الإخاء والقضية الجنوبية ,وان يكون الحوار مدنياً بكل المقاييس فهو اشبه بدورة تدريب سوف يتعلم منها المشاركون قواعد الحوار وأبجدياته ,لأنه من خلاله سوف نجسد نوع الدولة الذي ننشدها بالمستقبل وبعيدا عن منطق الاقصاء والتهميش والهمجية وشيخ القبيلة والجنرال يجب ان يكون لإخواننا في مناطق الجنوب نصيب وليعترف الجميع بالمعاناة والاوجاع والظلم الذي لحق بهم فما يجري هو تراكم للماضي المقيت والقضية الجنوبية تعتبر الاهم في الطاولة لأنهم بعد ان يأسوا وفقدوا الثقة برفاق الامس فضلوا التصعيد والعصيان لأنها اهملت واغفلت ,ولا ندع للماضي المقيت ان يحضر فهو يجدد ويعيد الجراح. يوم حواري جميل بامتياز ان يلتقي الجميع لتناول فنجان قهوة للتعارف على طاولة واحدة ,وليعمل الجميع للنجاح من اجل اليمن و ليكونوا صادقين ولينصحوا من يسعون الى اشتعال الموقف انهم يعملون ضد وطن قد يلعنهم بالغد وكل يحشد طاقاته والمشاركة من اجل اليمن لا من اجل الفتات البسيط الذي سينتهي وليدعوا قمصان الشر ويلبسوا قمصان الخير ويصنعوا عهد اليمن الجديد. اتمنى ان تكونوا جميعا قدوة مخلصين لشعبكم ,واجدد بالقول: مرحبا بالحوار ونترحم على شهداء الثورة الأخيار رحمهم الله ووفق ابناء شعبهم لتحقيق اهدافهم ..........ولله في خلقة شئون.