يبدو صحيحاً أن صنعاء كعاصمة لم تنضج مدنياً بعد إذ مازال الريف هو المسيطر عليها وقيم السلاح رغم مارافق أنساقها الاجتماعية المختلفة من تطورات عديدة خلال العقود الأخيرة، فيما شباب القبائل المحيطة الذين زحفوا إليها من اجل الثورة السلمية يحتاجون مثل الساكنين فيها – وبقية أصقاع المجتمع اليمني أيضاً – إلى الخلاص من التخلف والفقر والاوبئة وعدم الإذعان لغير العقل. ذلك أن الثورة قد ادمجت جميع مكونات المجتمع في إطار الشعب سلمياً . وأما الأصل في الفعل المدني يعني عدم الالتفات الى جذور المواطن القبلية وإنما احترام انتمائه الوطني فقط؛ كما أن “المجتمع الجاهل لايختار غير كهنة ودراويش للسلطان، فيما مجتمع الثأر لايستحضر غير تاريخ الكراهية، وبالتالي فإن المجتمع المنعزل يستمرئ إلغاء الآخر”. وتبدأ الحاجة الملحة للمدنية حين تتوحد مكونات المجتمع ضد آفة التسلط، إذ يعني مفهوم المجتمع المدني في صميمه” تهيئة الأرضية الاجتماعية لوقف الصراع بين الطبقات وتحقيق المصلحتين الفردية والعامة” أي أنه النقطة الفاصلة لاستقرار صراع الأفكار لصالح ممارسة الحريات وتحصيل الحقوق .. لكن ذلك لايتحقق إلا في بيئة سليمة ومعافاة مدنياً وصنعاء حالياً أبعد ما تكون عن المسألة. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك