دائماً ما أرى اليمن مثل فتاة جميلة لم يقل لها أهلها إنها جميلة لأنهم لا يتذوقون الجمال ولا يعرفونه وبذلك لم يروه فيها، فكبرت اليمن وهي لا تعلم نعمة الجمال التي تمتلكها، واستغل الآخرون عدم ثقتها بنفسها وبجمالها. منذ أربعة أشهر عندما زرت صنعاء القديمة ذُهلت وأنا أرى كل هذا الجمال ملكاً لنا نحن اليمنيين ولا نقدّر قيمته، تذكّرت الأسواق التي رأيتها في المملكة المغربية وغيرها وقارنتها بأسواق صنعاء القديمة، نحن نمتلك كنزاً لا نعرف قيمته، هذه المدينة كان من المفترض أن تكون مكتظة بالسياح؛ ويأتي لزيارتها كل العالم لمشاهدتها. تخيّل معي كم سيستفيد اليمن من هذا، وكم سيستفيد البائعون من أرباح مادية، ولكن - للأسف - لدينا «القاعدة» التي أفسدت كل جميل، ولدينا الحكومة التي أهملت كل جميل!!. ما ذكّرني بصنعاء القديمة هو الخبر الذي شاهدته على قناة «الجزيرة» والذي يقول إن "اليونسكو" تهدّد بسحب اسم صنعاء القديمة من قائمة التراث العالمي نتيجة الإهمال الذي أصابها. شعرت بغصّة وغضب شديدين، فتراثنا التاريخي هو الشيء الوحيد الذي تبقى لنا كيمنيين لنتفخر به، أما حاضرنا - فللأسف - ليس فيه شيء غير أكوام من القات والنزاعات والسرقات. هذا التراث هو الشيء الذي يعطينا الأمل أننا سنعود إلى تلك الحقبة التي كنّا فيها نعمر البنيان ونصنع الحضارة بأيدينا. ربما يأتي من يقول إن الإنسان مهمل؛ فكيف بالحجر؟!، ولكني أقول إن هذا الحجر هو ما سيبقى بعد موت الإنسان، وهو الذي يحكي عن تراث وطن تناقلته الأيادي من جيل إلى جيل، لربما يأتي جيل في المستقبل يعيد حضارة هذا البلد الجميل. فإلى أن يأتي هذا اليوم، نقول للمسؤولين عن تراثنا: خافوا مستقبلاً سيقول عنكم إنكم لم تكتفوا بصنع حاضر بائس؛ ولكنكم أيضاًَ مسحتم تاريخ حضارة عظيمة!!. رابط المقال على الفيس بوك