(1) يشتكي الكثير من المواطنين من تردي الأوضاع الصحية، وانعدام الخدمات الأساسية والمستلزمات الضرورية في العديد من المستشفيات الخاصة والحكومية ،لاسيما في الآونة الأخيرة .. والحاصل إننا قمنا قبل فترة (كفريق صحفي) بعمل زيارات ميدانية إلى بعض المشافي والمراكز الطبية في محافظتي ( إب، وتعز).. واطلعنا خلال تلك الزيارات على أحوال المرضى وما يعانونه .. وقد لاحظنا أن اغلب المستشفيات لا ترتقِ إلى كونها فنادق وشقق سكنية.. (2) لقد تحولت معظم المستشفيات إلى مستنقعات .. وأصبحت ملاذ آمن للفساد والاستغلال المالي .. حيث وبعض الأطباء يستغلون المرضى ويبتزونهم .. والبعض منهم يحولون المرضى من المستشفيات الحكومية إلى عياداتهم الخاصة بهدف الحصول على مبالغ كبيرة. . وبعض الأطباء لديهم صيدليات داخل العيادات، والبعض منهم متعاقد مع صيدليات خارجية .. يتم إرسال المرضى إليهم ويحصلون على نسب كبيرة من بعد الأدوية.. والملاحظ أن الصيدليات التي تعمل داخل المشافي والعيادات عادةً ما تكون أسعار الأدوية فيها أغلى بكثير من أسعار الأدوية في الصيدليات الخارجية .. وقد لاحظت ذلك بنفسي عندما اشتريت أكثر من مرة دواء من صيدليات داخلية وخرجت إلى صيدليات خارجية ووجدتُ فارقاً كبيراً بالسعر يصل احياناً إلى نسبة 50 % من القيمة الأصلية للدواء.. (3) لقد أستغل ضعفاء النفوس هذه المهنة الشريفة والعظيمة وحولوها إلى مهنة تجارية بحتة.. يجنون من ورائها الأموال الطائلة.. ولو بطرق ملتوية، دون أدنى مراعاة لآدمية المريض وإنسانيته، ودون عمل أي اعتبار لهذه المهنة وأخلاقيتها النبيلة.. (4) إننا عندما ننقد الوضع فإن ذلك لا يعني أننا من مقتنصي الفرص أو ممن يصطادون في المياه العكرة.. كذلك لسنا من أولئك الاستغلاليين الذين يرهبون الناس بكتاباتهم وتهديداتهم والكتابة عنهم والتشهير بهم في حال لم يحصلوا على فتات من المال.. فما نكتبه هنا ناتج عن قناعة شخصية وذاتية تدفعنا إليها ضمائرنا، ويحفزنا عليها إيماننا المطلق بالمسئولية المهنية والأخلاقية الملقاة على عاتقنا ..فكل ما نهدف إليه من وراء تطرقنا لمثل هكذا مواضيع وقضايا اجتماعية وجوهرية هو لفت أنظار الجهات المعنية إلى الاهتمام بمثل هكذا أمور ذات أهمية كبيرة.. باعتبارها تتعلق بحياة الإنسان اليمني ..ما يستدعي تحسينها والحفاظ على رقيها.. كون هذه المرافق هي الملاذ الأخير للمريض وبالتالي يجب ان يلاقى خدمات على الأقل جيدة، ويعامل معاملة لائقة.. لذا فإن المطلوب من جهات الرقابة والجهات ذات العلاقة النزول الميداني الدوري.. للاطلاع على أحوال مرافقنا ومشافينا ومراكزنا الطبية والصحية، حيث وبعضها أصبح في وضع مزري، وحال مؤسف له.. يستدعي سرعة تحرك وتدخل الجهات المعنية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل أن تستفحل المشاكل حينها من الصعب عمل أي حل لها، او القضاء عليها. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك