تمد يديها بانكسار وفي عينيها فقر واغتراب ، فلا وطن رعاها ولا غربة علمت بوجودها ، تنطلق حين يكون الضوء أحمر ، لتجوب بحالها المرثي السيارات ، تستعطف قلوب من بها أراها تسابق الإشاره بثوانيها وتبطىء ، تحكي ما بها وكأنها تردد أغنية لا كلمات لها ولا ألحان، تحرك شفتيها وعينيها بتأن وتميلُ برأسها الصغير لترسم علامات تدهور حالها ، علمتُ من لهجتها أنها طفلة وطني ، لكن لم أعلم كيف أتى بها الفقر لإشارة الغربة تطلبُ الرحمة ؟ وهي لاتعلم أن الغربة لاترحم من شاب بها فكيف ترحم طفلة لم تتجاوز 8 اعوام ؟ خاطبتها متسائلة من أتى بكِ ؟ وأين هم أهلك ؟ لاتعلم شيئاً .. لاتجيب ، فقط تردد نشيد الفقر ، لم أرد إعطاءها، لم أرد إلا أخذها بنشيدها وحالها المرثي معي ، لم أرد تركها تجوب الاشارات تسابق الثواني تلهث خلف حلم أن يأتي الضوء الأخضر وقد جمعت ولو قليلاً من المال ، لم أرد أن تترك في الغربة بجانب إشارة ورصيف ، يُعلمانها كيف يُحكى حال الفقر ، أميرة اليمن الفقيرة أدخلت إلى بلاد الغربة تهريباً ، أدخلت لتُستخدم أداةٍ لعصابات لاترحم كبيراً وصغيراً.. ومثلها الكثير من أطفال اليمن السعيد لازالوا يعانون بين إشارات الوطن أو إشارات الغربة يجولون بحثاً عن الحُلم المسلوب منهم ، بحثاً عن حياة حرموا منها ، عن طفولة تائهة في جيوب الوطن .منتظرين أن تهب لهم الحكومة الضوء الأخضر ليستريحوا بعيداً عن الإشاره .. وينعموا بحياةٍ كريمة . [email protected]