تبقى تعز رغم ما تشهده من أحداث مؤسفة عاصمة الثقافة اليمنية ليس من الآن وحسب وإنما من الأمس الغارب..، وتبقى بوابة التغيير، والعبور إلى المستقبل، وساحة عطاء لا ينضب ولا يمكن أن يتوقف أو تنال منه أيادي المكر والخداع.. أيادي الفوضى، والتخريب.. تعز التي كانت وستبقى مصدر إشعاع تنويري وحضاري تقف اليوم أمام عتبات المستقبل، وكلها أمل في تجاوز الوطن لكل أزماته واشكالاته المصطنعة منها أو المتوارثة من الأمس، وصياغة واقع يماني جديد مكتوب بحروف المدنية والديمقراطية والشراكة والمشاركة الجماعية، والتصالح والتسامح والمحبة.. والاصطفاف المطلق مع الوطن وكفى!.. تعز شهدت الاسبوع الماضي تدشين شعار العاصمة الثقافية في احتفال بهي وزعت تفاصيل روعته في كل الامكنة، احتفال كتبت تفاصيله بعناوين الأيام والتاريخ.. التراث والحضارة.. الأحلام والآمال، التصالح والتسامح، المحبة والاخاء.. احتفال شدا بصلوات الروح أغنية وسلام..، من وحي صبح تعز الأجمل ومسائها الادهش.. ومع هذا الاحتفال البهي.. إلا أن الصورة لم تكن جاهزة ومكتملة بعد..، حيث اعترتها بعض الرتوش التي شوهت المنظر الجمالي العام لتعز الثقافة والحضارة والتاريخ.. كنا نريد أن ترتدي تعز في هذا اليوم حلتها المشرقة التي تفوح منها رائحة الفل والريحان، لتبدو الصورة أروع وأدهش وأجمل..، وكنا نتمنى أيضاً أن يأتي هذا اليوم وقد تعزز التقارب بين أبناء المحافظة..، وتم طي صفحة الماضي ورمي ثقافة الكراهية والأحقاد بعيداً غير مأسوف عليها.. كنا نتمنى ونطمح ونرجو أن تكون الصورة غير..، إلا أن الأقدار شاءت لنا أن ندشن شعار تعز عاصمة الثقافة اليمنية والآلام والأوجاع تعتري وجهها وتحبس ابتسامتها الحالمة.. ورغم أن الصورة لم تكتمل وبدت مشوهة إلا أن الأمل لايزال قائماً، في ظل الطموحات العراض التي تسكن أبناء تعز الثقافة والحلم. لا يزال الأمل يسكننا ويدفعنا للمضي صوب تحسين الصورة، وتوحيد الجهود والرؤى، وتعزيز روح المحبة والتصالح والتسامح.. والعمل معاً من أجل تعز وأبنائها ومن أجل اليمن في الأول والأخير.. لا يزال الأمل هو عنوان الغد الأجمل.. وخاصة إن تعزز وترسخ ايماننا بأن الثقافة وعي وإدراك ومسؤولية.. إن إبراز وجه تعز العاصمة الثقافية لليمن ليست مسؤولية السلطة المحلية وحدها، بل هي مسؤولية كل أبناء المحافظة الذين يتعين عليهم أن يدركوا أن السلوك الحضاري هو المرآة الحقيقية لثقافة المجتمع ووعيه.. وفي ظل غياب هذا الوعي تفقد تعز هذه الصفة التي أصبحت مرتبطة باسمها، كما تفقد مدنيتها التي كانت سبباً في منحها هذه الميزة.. تعز العاصمة الثقافية لليمن يجب أن تعكس الانموذج الحقيقي لوعي المجتمع وثقافته ومدنيته، وقدرة أبنائها على تمثل قيم البناء والتعايش السلمي المستمدة من قيمنا الدينية وتراثنا الحضاري العريق.. الثقافة في الأساس هي سلوك انساني في كل المعاملات بين أفراد المجتمع فالتخاطب مع الآخرين ثقافة، وإعطاء الطريق حقها ثقافة، واحترام حرية الاختلاف ثقافة، وحسن الانصات ثقافة، والنظافة ثقافة، حتى طريقة رمي القمامة ووضعها في المكان المحدد لها ثقافة..، وكل هذه الممارسات إذا ما وجدت في مجتمع معين قيل بأنه مجتمع مثقف وواع ومسؤول، والشواهد من حولنا كثيرة فيما وصلت إليه المجتمعات الأخرى من تقدم ورقي وتطور.. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك