ما حدث السبت الماضي في المركز الثقافي بتعز وقبل دقائق من تدشين مؤتمر الحوار المحلي كان مخططاً له مسبقاً، والهدف إفشال الحوار المحلي الذي كان متوقعاً منه أن يخرج بحلول جذرية لمجمل الاشكالات التي تعاني منها المحافظة، إضافة إلى الخروج برؤية موحدة عن محافظة تعز لمعالجة مختلف القضايا الوطنية، والأهم من ذلك تقريب وجهات النظر ولمّ الفرقاء للجلوس على طاولة واحدة والعمل بروح الفريق الواحد من أجل تعز ومستقبلها، ومن أجل اليمن والحفاظ على وحدتها وأمنها واستقرارها.. ما حدث عكس أن هناك أطرافاً وأيادي خفية ترى في بقاء الصراع بين أبناء محافظة تعز هو السبيل الوحيد لتحقيق مآربها الشخصية والحزبية لا سيما وأنها قد اتخذت تعز ومنذ وقت مبكر ساحة للصراع وتصفية الحسابات مع من تعتبرهم خصوماً لها.. إن حوار تعز ورغم أنه لا يمثل أهمية كبيرة توازي أهمية مؤتمر الحوار الوطني الشامل إلا أنه كان يحمل رسائل تعزز من روح الوفاق وتدعم ممثلي الحوار الوطني، وتدفعهم للتغلب على كل المعوقات التي تقف أمام نجاح الحوار الوطني الشامل..، وتؤكد بأن الوفاق والتصالح أصبح حقيقة لتجاوز تداعيات الأمس، وبداية للخروج من دوامة الأزمات نحو آفاق المستقبل.. إلا أن ما حدث مثل خيبة أمل وانتكاسة لكل الجهود التي بذلها ولا يزال الأستاذ شوقي هائل محافظ المحافظة الذي ومنذ تسلمه لمهامه يعمل جاهداً لإنهاء الشقاق بين مختلف القوى السياسية بالمحافظة والنأي بتعز عن كل أشكال الفوضى والعنف.. وبما يعكس الوعي الحضاري والثقافي لأبناء تعز.. إن كل ما بذله محافظ تعز شوقي هائل من جهود لإخراج تعز من دوامة العنف وإنهاء ثقافة الحقد والكراهية والانتقال إلى مرحلة جديدة عنوانها التسامح والإخاء والعمل البناء والتنمية اصطدمت بالكثير من العراقيل المفتعلة من قبل أصحاب المصالح الشخصية والحزبية الذين لا يريدون الخير لهذا الوطن..، وما يتعرض له من تشهير وإساءة خير دليل على رغبة هؤلاء الانتقام من تعز وكل من يعمل من أجل تعز وأبنائها.. فلا غرابة أن يشعر هؤلاء بخطر تصالح أبناء تعز وتقاربهم والتفافهم حول محافظهم فيعملوا كل ما بوسعهم لإفشال هذا التقارب وهو ما دفعهم لارتكاب تلك التصرفات الهمجية قبل دقائق من انطلاق مؤتمر الحوار المحلي.. الحقيقة التي يدركها الجميع بمن فيهم من خطط لما حدث أن الإساءة لم تستهدف شخص الأمين العام للمجلس المحلي بالمحافظة وإنما طالت كل أبناء تعز وكان غرضها النيل من شخص المحافظ قبل غيره.. وهو ما يوجب على الجميع رد الاعتبار لتعز الثقافة ومحاسبة المسؤولين عنها حتى لا تتحول إلى ظاهرة ووسيلة لتصفية الحسابات الشخصية والإساءة لبعضنا البعض.. فهل حان الوقت لعقلاء تعز وكبرائها ومثقفيها وساساتها أن يستشعروا مسؤولياتهم ويعوا واجبهم تجاه هذه المحافظة وأبنائها قبل فوات الأوان؟.. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك