منذ اندلاع الأزمة السياسية في اليمن ورغم ما تم تحقيقه في البلاد من تسوية سياسية وفقاً للمبادرة الخليجية إلا أن الأوضاع بعموميتها لم تهدأ بعد..، بل ما زالت الكثير من الاشكالات قائمة ومازال الحديث عن انهيار التسوية قائماً ونسمعه في أوقات متعددة.. في تعز التي تعد واحدة من المحافظات التي شهدت الكثير من الأحداث واتخذها بعض أطراف الأزمة السياسية ساحة للمواجهات ومنطلقاً لتصفية الحسابات الحزبية والسياسية ما زالت إلى اليوم تشهد أحداثاً مختلفة ومرتبطة ارتباطاً وثيقاً بطبيعة الصراع القائم.. اشكالات متعددة تعاني منها محافظة تعز نتيجة التدخلات الحزبية في مسار عمل السلطة المحلية والتي تسعى جاهدة إلى فرض سيطرتها على شؤون المحافظة، ورفض كل الإجراءات والقرارات التي يتخذها محافظ المحافظة كونها لا تتفق أو لا تنسجم مع أهداف وبرامج قيادات تلك الأحزاب التي تعتبر نفسها اليوم الوريث الشرعي للنظام السابق.. تدخلات لا تؤمن بالتسوية والوفاق القائم، ولا تؤمن بسلطة محلية، بل وتعتبرها جزءاً من الماضي الذي ينبغي أن يزول وينتهي.. شوقي هائل محافظ محافظة تعز ومنذ أن تسلم مسؤولية هذه المحافظة لم ينحز لطرف ضد آخر، بل وقف على مسافة واحدة من كل الأطراف، وقال ذلك بصريح العبارة في أول كلمة له عندما التقى بأطراف العملية السياسية في المحافظة، وتمنى أن يكونوا عوناً وسنداً له لتنفيذ برنامجه التنموي وإنهاء كل صور واشكالات الأمس وفق شراكة مجتمعية توظف كل جهودها وإمكاناتها بما يعود بالنفع على المحافظة واليمن عموماً.. لم تجدِ كل تلك الجهود التي بذلها ومازال المحافظ شوقي هائل في ظل وجود قوى سياسية لا تستشعر خطورة المرحلة ولا تؤمن بالشراكة الوطنية وفي الوقت نفسه تنقلب على كل الاتفاقات المبرمة مع محافظ المحافظة حول مجمل القضايا المجتمعية المطروحة.. كل ما يهم تلك القوى التي تذهب بين الفينة والأخرى لشن حملة إعلامية ضد المحافظ شوقي هائل هو المحاصصة والتقاسم في الوظيفة العامة، إن لم يكن الذهاب صوب إحلال قياداتها وعناصرها محل الآخر بالقوة وتحت مبررات محاربة الفساد وتحقيق التغيير الذي ينبغي أن يتم وفقاً لسياساتهم وما عداها مرفوض كلياً!!.. المحافظ شوقي هائل قال الأسبوع الماضي في مؤتمر صحفي إن بعض الوزراء يتجاوزون صلاحيات المحافظ ويعملون على التدخل في شؤون المحافظ والسلطة المحلية سعياً وراء الهيمنة على كل شيء.. وعبر عن رفضه لكل القرارات الصادرة مركزياً دون التشاور المسبق مع السلطة المحلية بالمحافظة.. لذلك فإن ما يجري اليوم في تعز من بعض تلك القوى التي تريد أن تنفذ قرارات وزرائها بالقوة وعن طريق إغلاق المؤسسات الحكومية والإساءة لشخص المحافظ واتهامه بدعم الفساد ما يجري اليوم ليس سوى قرصنة واضحة تستهدف السيطرة على مؤسسات الدولة تحت مزاعم التغيير!.. كما أن ما يجري اليوم سيؤدي إلى تنامي هذه الظاهرة من أطراف أخرى، وسنجد أنفسنا أمام حراك من نوع آخر.. ويقيناً فإن النتائج التي ستترتب على هذه الممارسات الخاطئة لن يتحمل مسؤوليتها محافظ تعز وإنما سيتحملها جميع ابناء المحافظة وفي مقدمتهم الأحزاب السياسية التي تتغاضى عما يحدث ولم تتخذ أي موقف تجاه هذه الممارسات التي تسيء لتعز وتحاول جر المحافظة وأبنائها إلى خندق الفوضى من جديد!.. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك