في الفترة الأخيرة رأينا أمامنا أخباراً وتسريبات عن فساد ومخالفات لوزراء في حكومة الوفاق أكثر هذه الأخبار تخص وزراء ينتمون للثورة قد يكون الأمر صحيحاً وقد يكون فيه مكايدات كل شيء وارد .. لكن المهم أن نعرف الحقيقة لأن المال العام يهمنا والشخص النزيه يهمنا أكثر ، لا أحد منزه من الأخطاء أو فوق النقد إلا أننا يجب أن نتعلم كيف نتعامل مع الوزير أو الموظف العام حتى تؤتي الحرية الإعلامية ثمارها، وحتى لا نظلم ونتجنى على نزيه أو نفلت فاسداً حقاً .. المال السائب يعلم الناس السرقة ويبقى الناس بشراً معرضين للسقوط فيما لو وجدوا أمامهم أماناً لا حسيب ولا رقيب ، ومن ثم تأتي أهمية الصحافة التي عليها أن تتورع وتستهدف الحقيقة حتى لا تسقط هي الأخرى وينتهي دورها ويضيع حقها بباطلها وصدقها بكذبها، وحده العمل الموثق بموجب النظام من يحمي المال العام وينقذ ويبرئ هذا المسؤول أو ذاك. من العيب أن نأخذ الأخبار وهي طائرة لمجرد أن المسؤول بعيد عن خطي أو جماعتي وكأنك حصلت (لقيه) أو سوء تشيعه هذه أخلاق مضرة وهابطة واللا وطنية لأن الوزير والمسؤول في النهاية يمثل كل المواطنين وإحراقه ظلماً جريمة .. فإحراق مسؤول نزيه خسارة على الوطن لا تقل عن خسارة المال العام بل أكثر لأن الإنسان هو الثروة الحقيقية وعلينا أن نحافظ على الإنسان النزيه أياً كان اسمه أو لونه ، قبل أن نمكن بهذه التجنيات أو المداهنات الفساد ويعاقبنا الله بأفعالنا .. كما أن رفض الخبر بالجملة من حيث المبدأ والدخول في معركة إنكار لأن هذا الوزير أو المسؤول قريبي أو من حزبي هي أيضاً كارثة حقيقية نضيع فيها الوطن ونقتل الجمل بما حمل. وبعدها اللصوص من كل الأطياف سيتفقون علينا في ظل هذا الجو والتعامل الأعمى مع أو ضد الشخص دون التمحيص للحقيقة. الحقيقة تهمنا وتنقذنا والصحافة عندما تبقى تتابع المسؤول ونفقاته تجبره على التزام النظام وتحاصر نوايا الفساد وإيقافه. كل الأخبار التي تتعلق بمسؤول عام ومال عام يجب ان يتصرف الناس معها كقضية وطنية هامة وليس شخصية أو حزبية لا تقبل المكايدة أو المداهنة أو التجني .. فتورط مسؤول من الحزب الفلاني لا يعني إدانة لهذا الحزب أو ذاك .. الإدانة تكون بتصرف هذا الحزب أو ذاك مع قضايا فساد منتسبيه المثبته .. والخلاصة من المهم أن نتعامل مع المخالفات المالية وقضايا التهم الموجهة لمسؤول عام كونها أمانة عظمى لا تقبل التهاون أو التلاعب والتجني فهي هنا أمانة وشهادة. التجني بالباطل شهادة زور وإخفاء الحقيقة تكتم عن الشهادة وتفريط بحق عام و جريمة كبرى والمناصرة لفاسد جريمة والتجني على بريء جريمة أكبر ، ولا مجال لنا إلاّ أن نتعامل بضمير وخوف من الله وعلى الوطن.. التعصب يقتل الفضيلة ويحمي الرذيلة و يدمر الشعوب والأوطان.. الأمر يحتاج الى أن نأخذ نفساً عميقاً ونتأمل دون مؤثرات أو منشطات سلبية، لنحمي الوطن والمال العام من الفساد والفاسدين ونحمي الموظف العام النزيه من الفاسدين أيضاً. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك