أعتقد أن الخطة مرسومة على هذا النحو: دعوا العدنيين يصيحوا حتى ييأسوا، والإعلام يكتب حتى يمل ويمل الناس منه، ومن ثم تتميع القضية ويكون الخيار الوحيد أمام عائلتي “أمان والخطيب” هو قبول التحكيم في مقتل نجليهما. الجمعة الماضية استقبل الشيخ أحمد عبدربه العواضي جموع قبائل من كل اليمن، في قضية التحكيم بمقتل أخيه “أحمد” والد النائب ياسر العواضي عام 1986 وقفت ملياً أمام المفارقة المخزية لم يتنازل “آل عواض” عن دم “أحمد سالم” الذي قُتِلَ قبل 27 سنة، وقد قُتِلَ القاتل في نفس الفترة، ومع ذلك لم يهدأ لهم بال إلا مساء الجمعة الماضية بعد تحكيم شيخين من بكيل “بن شاجع وبن شريف” وقبل “ياسر” وعمه “أحمد عبدربه العواضي” بتحكيم مثقل “الوزع” عبارة عن 100 بندق، و6 سيارات، و34 مليون ريال، وصلح لمدة سنتين، ثم بعد ذلك سيكون التحكيم النهائي، فيما ترقد جثتا “خالد الخطيب” و”حسن أمان” بهدوء وبالحفظ والصون... في الثلاجة. هل هي نظرية العرق “الآري” دم فرد من عائلة العواضي لا يذهب سدى بعد عشرات السنين، ودماء أبناء عدن لا تزال فوق الأرض طرية، ينبت الحزن من حرها، طفل وشاب قتلا بالسلاح، وتحت تهديد السلاح ترقد جثتاهما في ثلاجة باردة كضمير وزير الداخلية، دون أن يقول لهم أحد: صباح الخير يا موتى!. ليست المرة الأولى التي أذكّر فيها بأخلاق وزير النفط الكويتي الذي أرسل استقالته من شمال أوروبا لأن أنبوب نفط انفجر في صحراء بلاده، وظن الرجل أن العار سيلاحقه، فاستبق النقد بالاستقالة، في لحظة شعور عالٍ بالمسئولية... أنابيب النفط وأعمدة نقل الطاقة ضُربت أكثر من مرة في عهد وزير داخليتنا الجديد، والانفلات الأمني ملء المكان، وقلنا الأمر أكبر من قدرة الوزير، هم بقايا النظام، ورحيلهم مسألة وقت. وجاءت حادثة مقتل الشاب والطفل العدنيين قبل أسبوعين لتفضح عجز الوزير، وضعف قدرته، وقلة حماسه في تثبيت الأمن في اليمن، فالضحايا لم يقتلا في صحراء مظلمة، أو منطقة نائية، بل في العاصمة صنعاء، بحجة أن سيارتهما تجاوزت – واستغفر الله – موكب زفاف بنت الشيخ العواضي.. ربما يثور غداً أحدٌ في الجنوب وسنخرج كل نقدنا السياسي، وألسنتنا الإعلامية، ونقول: مخربين وواهمين بالعودة إلى التشطير، ونحن من شطرنا قلب أسر الضحايا، بصمتنا وتخاذلنا. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك