لفت نظري منذ أيام تصريحات السفير الإيراني وهو يؤكد حرص بلاده على تعزيز العلاقات الثنائية مع اليمن وتطوير الشراكة الاقتصادية و التجارية، مجدداً في هذا المجال استعداد الشركات الإيرانية للاستثمار في استكشاف وإنتاج النفط والغاز.. وهو أمر يدعو إلى التفاؤل حقاً بهذه النوايا الطيبة الإيرانية تجاه اليمن. وفي هذا الإطار ولست أخفي إعجابي كذلك بتأكيدات الأخ محمد سالم باسندوة رئيس الوزراء بضرورة إزالة اللبس الذي يعتري الموقف الإيراني إزاء ما يعتمل في اليمن من تطورات حتى يكون هذا الموقف عاملاً مشجعاً لمناقشة سبل تعزيز هذه العلاقات وعلى نحو يحافظ على الروابط الأخوية والإسلامية التي تجمع بين الشعبين و البلدين الصديقين خاصة بعد أن اعتراها الكثير من الجمود خلال الفترات الماضية. وأحسب ،أن أهم من التصريحات ، اتخاذ قرارات عملية من القيادة الإيرانية وفي الاتجاه الذي يصحح ويعالج الأخطاء التي وقعت فيها بعض المرجعيات والجهات الإيرانية وهي تتدخل في الشأن اليمني، كما تدلل على ذلك كل الشواهد، فضلاً عن انحيازها الواضح إلى بعض أطراف الأزمة اليمنية ومدها بالدعم المالي والإعلامي والأسلحة والمهربات الأخرى التي أحبطت بعضاً منها قوات خفر السواحل. إن التأكيدات الواضحة التي تضمنتها رسالة الأخ رئيس الوزراء إلى السفير الإيراني، لا لبس فيها ولا غموض، إذ إنها تأتي ضمن محاولات عديدة لتبيان الموقف اليمني الذي لا يحمل ضغينة أو موقفاً مسبق ضد الحكومة الإيرانية، على الرغم من كل تلك التصرفات التي تسيء إلى طبيعة العلاقات الثنائية .. وهي رسالة يمنية واضحة تطالب، في نفس الوقت، الأصدقاء في إيران إعادة النظر جذرياً في هذا الموقف المستهجن إزاء اليمن الذي كان ولا يزال يكن للشعب الإيراني كل التقدير والاحترام. والحقيقة أن رسالة باسندوة لم تخلُ من العلنية والشفافية التي هي أحوج ما يكون إليها الأصدقاء في إيران، خاصة أن مساندة إيران لأي طرف أو شخص لا تخدم العلاقة بين البلدين، بل و تؤثر على واقع هذه العلاقات وعلى نحو سلبي. وبالمناسبة، فإنني أضم صوتي إلى صوت السفير الإيراني بصنعاء وهو يؤكد أن استراتيجية بلاده تجاه اليمن تحرص على استقرار اليمن وصون وحدته وأنها تقف ضد دعوات ومحاولات الانفصال. على الصعيد الشخصي أتمنى أن يكون صوت العقل الذي عبر عنه السفير الإيراني «المنتهية فترة عمله» مسموعاً لدى الحكومة والمرجعيات الدينية والاستخباراتية في إيران.. قولوا معي: إن شاء الله. رابط المقال على الفيس بوك