لدينا ضيف عزيز على الأبواب نعرفه ويعرفنا وبيننا علاقة حميمة فهو الروح والطفولة والصفاء والإيمان.... انه رمضان الشهر المختلف والذي يحملنا الى الجنة ويدعونا الى تطهير النفس من الأحقاد والكراهية والأدران والأوساخ التي تحجب الروح وتلوث النفس رافعة بالإنسان نحو الروح والخلود المتخاصم مع الفناء والزوال الراقص على رؤوسنا بالوهم والنكد والهباء والحرص والطمع ؟رمضان قادم وسيودعنا قريبا قبل أن يأتي وبلمحة بصر ليذكرنا بسرعة الزمن الذي يتلاشى حتى يبدو الزمان والعمر انه ولادة وموت متداخل اللحظة؟ لا فرق فيها بين عمر مديد او قصير ولا بين غني او فقير كله ماضي وكل شيء (زي بعضه) طالما نهايته الموت والزوال ... وكان بديع الزمان النورسي قد قال (لا للذة مع الزوال) وهي حكمة بليغة وكأن الزوال ثقب اسود يحرق كل شيء ويلتهم كل شيء ويحيله الى نقطة مكثفة حاضرة قبلك اسمها الموت؟ ولهذا نرى ان رمضان فرصة لمضاعفة العمر واستدعاء الخلود نهرب منه من الفناء في أعمال خير مضاعفة في زمن نوراني متصل بالسماء والخلود وهي فرصة للعبادة والصلاة والقيام وتصفية النفس وبث التسامح وعمل المعروف الذي يقي مصارع السوء الى استغلال ليلة القدر التي تساوي ألف شهر مضاعفة ... ليس لدينا عمراً كافياً مهما طال ورمضان فرصة لمضاعفته لأنه بوابة نور نحو الآخرة والزمن الثابت والخلود هناك حيث يموت الفناء وتتغير قوانين الزمان نحو الثبات والنعيم الخالد (وبشرهم ربهم بجنات ونعيم مقيم )ولا يقيم النعيم إلا بإقامة الزمان وثبات الظل في دار غير دار الزوال تنتمي للخلود بعيد عن حركة الشمس وتبادل الليل والنهار وقوله تعالى (مثل الجنة التي وعد المتقون تجري من تحتها الأنهار أكلها دائم وظلها )ودوام الظل اشارة لثبات الزمان والخلود الذي يعد مطلب الروح الذي يسعى هروبا من الفناء الملازم للطين ...عودة للخلود الذي يناسب نفحة الروح الذي كرمه الله به الانسان.... فلاتتجاهل رمضان وحاول ان تضاعف عمرك الشارد بعمل متحرر من العبودية للنفس والغير والقوة والطمع والهوى والخوف من الموت والرزق فمكانك ليس هنا ولايوجد شيء يستحق لأنه ببساطة غير موجود أوبحكم العدم والزوال؟....جمعة مباركة ورمضان مبارك [email protected] رابط المقال على الفيس بوك