لم تصل تعز إلى هذا الحال من قبل.. حصص المواطنين من المياه تأتي إلى المنازل في حدود 4 مرات في العام!!, في مقابل غرق وسط المدينة بأكوام القمامة المتكدسة في جميع الشوارع بلا استثناء وبصورة غير مسبوقة, وهو ما يدفعنا إلى القول: إن تعز ليست مدينة منكوبة مائيًا فحسب كما جاء على لسان وزير المياه بالأمس الأول, وإنما هي مدينة منكوبة بيئيًا أيضًا. الأخ المحافظ وجه مؤخرًا بصرف إكرامية للعاملين في قطاع النظافة, وهناك قيادة مسؤولة عن إدارة العمل في صندوق النظافة, لكن لا ندري ما الذي يحدث في هذا الجانب, فأداء صندوق النظافة لم يشهد تعافيًا برغم الحلول للمشكلات التي نسمع أن الحكومة والسلطة المحلية قد شرعت في وضعها منذ فترة .. مظاهر القمامة المتكومة في الشوارع لا تزال حاضرة بقوة وبشكل يتزايد سوءًا كل يوم مما ينذر بكارثة بيئية, فلماذا لا يتم وضع حل لهذه المشكلة؟ وإلى متى ستستمر المدينة على هذا الحال الذي تتراكم فيه القمامة بعضها فوق بعض, حتى وصلت إلى إغلاق الطرقات دون مرور المركبات وإعاقة سير المارة. بإمكان المسؤولين المعنيين أن يقوموا بزيارة إلى الشوارع الواقعة في قلب مدينة تعز, ليشاهدوا واقع النظافة المزري فيها, فنشاط التنظيف يكاد يكون متوقفًا تمامًا .. لم يعد هناك بالإمكان أن تجد مكانًا خاليًا من قمامات متكدسة أو مبعثرة, وكأننا لسنا في مدينة, بل ولسنا في مدينة اسمها (تعز) التي تعد اليوم العاصمة الثقافية للجمهورية اليمنية والمنار الحضاري الذي مد ويمد النور والإشعاع إلى جميع محافظات الجمهورية. أقولها بصراحة: تحسين مظهر تعز يحتاج إلى من ينظر إليه بعينين وليس بعين واحدة, فربما تكون الشوارع الرئيسية في تعز الآن قد حظيت باتساع مساحة الطريق بسبب رفع البسطات منها, لكن مظاهر الازدحام لم تنته, ولا تزال على أشدها, وهذا يعني أن هناك أسبابًا أخرى ينبغي الاشتغال عليها والاهتمام بالقضاء عليها من أجل انسياب الحركة المرورية وعودة الطابع الحضاري لمدينة تعز, لاسيما في الأيام الأخيرة من شهر رمضان والتي تتكاثر فيها جموع المواطنين في الشوارع لأغراض التسوق قبيل حلول عيد الفطر المبارك, وفي اليوم الأول على الأقل من أيام العيد. انسياب الحركة المرورية وإعادة الطابع الحضاري للمدينة أمور تقتضي معالجة كل الأسباب التي تحول دون تحققه, ولذلك فلابد للجهات المعنية في السلطة المحلية من المباشرة في إزالة المظاهر المخلة بمظهر مدينة تعز, ومن ذلك أن تضمن قيام صندوق النظافة بمسؤولياته على أكمل وجه, فالمدينة اليوم تعيش وضعًا مترديًا للغاية فيما يتعلق بهذا الجانب, وقد سبق لي أن قلتُ في مقال سابق في إحدى الصحف: إن تعز تتريَّف, والآن أكررها وقد زاد الوضع سوءًا, فعلى الجهات المسؤولة أن تعي مسؤوليتها عن وضع النظافة في المدينة, وتباشر عملها بجد وتفانٍ, وإلا فإن تعز ستغرق في هذه المظاهر غير الحضارية.. فلا ينفع أن ينتظر صندوق النظافة عدة أيام أو أسابيع حتى تتعفن المدينة ثم يأتي بالغرافات الكبيرة والشاحنات لنقل القمامة إلى المقلب.. هذا عمل الكسالى وأسلوب مرفوض في ممارسة نشاط التنظيف في المدينة, وعلى السلطة المحلية أن تقف موقفًا حازمًا مما يجري. هذا ما نأمل من الجهات المعنية في مدينة تعز أن تنظر فيه وتقدم معالجات مناسبة له من أجل الوصول إلى مظهر حضاري مشرّف لمدينة تعز, فهذه المدينة الجميلة والطيبة أهلها لا تستحق منا كل هذا العقوق [email protected] رابط المقال على الفيس بوك