ما بين ثورة 25 يناير 2011 وأحداث 30 يونيو 2013 عاشت مصر البلد والشعب أحوالاً متقلبة بائسة ومقلقة في شتى مجالات الحياة لم تستثنَ الرياضة منها. الكرة المصرية التي تربعت على عرش الكرة الأفريقية في العام 2010 بعد فوزها الثالث توالياً بكأس القارة السمراء، عاشت مرحلة تراجع مخيف خلال عام الثورة 2011 وبعده، ولم تتأهل إلى النهائيات الأفريقية نتيجة دوريها الذي شهد فترات انقطاع طويلة، فضلاً عن حادثة استاد بورسعيد الشهيرة التي وصفت بالمجزرة وقتل فيها 72 من مشجعي النادي الأهلي المصري. تلك الحادثة شوهت سمعة الرياضة المصرية، وأصبحت أندية مصر ومنتخباتها تلعب مبارياتها الرسمية الدولية بدون جماهير في سابقة لم تألفها الكرة المصرية، ويبدو واضحاً تأثيرها على مستوى منتخباتها. وتسير الكرة المصرية بخط متوازٍ مع الأحداث السياسية.. تتأثر بها سلباً، ولم تعد وسيلة لتوحيد المصريين، وحالياً هي تؤرقهم خوفاً على ما تبقى من بقايا فرح. فرصة وصول المنتخب المصري إلى مونديال البرازيل “الحلم الكبير” كانت تبدو مثالية ومواتية، خاصة أن هذا المنتخب نجح في تصدر المجموعة السابعة في التصفيات الأفريقية، بصرف النظر عن مباراته الشهر المقبل أمام نظيره الغيني. الأحداث السياسية الأخيرة في مصر، فضلاً عن تهديدها للسلم الاجتماعي والاستقرار والتوازن السياسي الاقتصادي، تهدد فرصة تحقيق الوصول إلى نهائيات كأس العالم التي كافح من أجلها المصريون أكثر من عشرين عاماً. هناك حالة قلق تسود الجهاز الفني للمنتخب المصري واللاعبين، نظراً لاحتمال خوض مباراة المرحلة النهائية من التصفيات التي تقام بنظام الذهاب والإياب خارج البلاد، لاسيما أنها ستكون في مواجهة منتخب أفريقي من التصنيف الأول بعد فشل المنتخب المصري تحسين تصنيفه ضمن منتخبات المستوى الثاني. وثمة قلق أكبر في أوساط اللاعبين والنجوم القدامى من انهيار منظومة الكرة المصرية التي تعتبر مصدر دخل لكثير من العاملين في هذه المنظومة. الكرة المصرية ومنذ ثورة 25 يناير تدور في حلقة مفرغة من الأزمات والمشاكل.. مشهد مأساوي ينتهي دائماً بإلغاء المسابقات. الأحداث الجارية في مصر قد تجعل المنتخب المصري مجبراً على خوض مبارياته المصيرية المقبلة خارج أراضيه تماماً كشقيقه العراقي. وحيال مصير قد يعصف بآمال المصريين في التأهل لمونديال البرازيل والعودة للسيطرة على الكرة الأفريقية، يتحدث المسئولون عن حاجة رياضة مصر إلى خارطة طريق رياضية، أسوة بخارطة الطريق السياسية التي أعلنها وزير الدفاع عبدالفتاح السيسي في الثالث من يوليو الفائت. خارطة الطريق التي تحتاج إليها الكرة المصرية يجب أن لا تشبه خارطة “السيسي”، فالأخيرة عطلت الدستور وأدخلت البلد في أتون نفق لا يعلم إلا الله متى ستخرج منه. خارطة الطريق التي يطالب بها الرياضيون المصريون، إذا استنسخت خارطة طريق “السيسي” فإنها حتماً ستعطل رياضة مصر وستطيح بطموح رياضييها. مصير الكرة المصرية يبدو ضبابياً، وحتى الآن لم يتم الاستقرار بشكل نهائي على موعد انطلاق الموسم الكروي الجديد.. وفي تصريحات صحفية أكد جمال علام رئيس اتحاد الكرة المصرية أن المجلس القومي للرياضة لم يتطرق في اجتماعاته الأخيرة إلى أي موضوعات تتعلق بموعد انطلاق الموسم الجديد..! تحتاج كرة مصر إلى خارطة طريق توحد ولا تقصي أحداً مهما كان انتماؤه الحزبي وآراؤه.. وكمهتم أتمنى أن أرى المنتخب المصري في مونديال البرازيل بقيادة نجم مصر الأول محمد أبوتريكة، لأنه مفتاح النجاح وعنوانه البارز.. وحفظ الله الكرة المصرية. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك