ما شاء الله.. يجب أن نردد هذه العبارة دائماً، فما نراه وما يراه فينا الناس، أو بالأحرى الشعوب الأخرى، في بلدنا الحبيب من تطور ورقي واختلاف لدرجة الإبهار، والاندهاش، فنحن من خرج من مواسم الأزمات بأقل الخسائر، إذا ما قورنت بخسائر غيرنا من الشعوب، لكن أن يصل الأمر للحوار أيضاً، فشيء ملفت للنظر بحق، لكن للأسف الحق الذي يجب أن يقال، نتغنى بالحوار، وأننا نتحاور ستة أشهر من النقاشات والمهاترات تحت مسمى الحوار، وفي نهاية المطاف يجتمع الجميع ليلتقي كل واحد بغريمه فقط، ولنعود إلى ما وراء وراء الوراء. وفجأة نجد مجموعة من الشباب، يقيمون لأنفسهم مؤتمراً يسمونه مؤتمراً وطنياً شبابياً يمثله “21شاباً” من 21محافظة، ليتحاوروا، إذا كان الحوار الأول بين الشيبات، مازال فيما هو عليه، وصرفت عليه الدولة مالم تصرفه على المشاريع المتعثرة من مدارس وطرقات ومستشفيات وووو... فما النفع والفائدة من حوار جديد، ومرة أخرى يستغل الشباب، ويضحك عليهم، وفي ستين داهية بالشعب، وإن قلنا إن الشباب أصيبوا بصدمة عاصفة لعدم إقحامهم بين المتحاورين الشيبات العقال، فقرروا في تخزينة مغلقة عمل مؤتمر للحوار، كيف وليش لا يهم أن يفهم أحد، وهات يا مليارات ومليارات، وعلى أي أساس تم اختيار هؤلاء الشباب واللجنة التحضيرية. وكيف لشاب واحد أن يمثل محافظة واحدة بكل من فيها، وكيف للمحافظة بأكملها أن تتفق على شاب واحد، ومن اختار تلك اللجنة التحضيرية، وعلى أي أساس قررت وحكمت واختارت، وتحدثوا باسم كل الشباب، شباب اليمن الذين ينتحرون فوق “المتورات والباصات” يبحثون عن لقمة عيش مبللة بالقهر والخذلان، وشباب اليمن يعذبون كالخراف في الحدود، وهم فارون من بلادهم بالتهريب، وشباب اليمن تسحق أدميتهم ويتحولون بعقولهم وعبقريتهم لحاملين ومغسلي صحون ومكنسي شوارع ومغسلي حمامات في أمريكا.. وشباب اليمن يتحولون إلى مجرد دمى، دمى يتلهى بها أصحاب الشركات والقطاعات الخاصة، ثم يلقون بهم مجانين في الشوارع، وشباب اليمن المتفوقون الأذكياء يبحثون عن حقوقهم الضائعة في المنح والوظائف والجامعات. أين أنتم من شباب اليمن، وبأي حق تهتفون باسمنا، ونحن شباب وشابات براء منكم، كفاكم كذباً على الناس، وهل غداً نسمع عن مؤتمر الحوار للأطفال من السادسة وحتى الثانية عشرة، ثم مؤتمر الحوار للأطفال الرضع ما دون السنة والسنتين. ومؤتمر حوار لعجائز اليمن، يا ناس اسمعوا وعوا لسنا بهذا الغباء، وإذا حصلتم على حقوقكم من سيارات وشهادات ووظائف ومنح، فاتركوا لنا حتى اسمنا كشباب، لا تتاجروا باسمه، وأنتم في أجل النعم.. أمنياتنا لكم شباب وشابات اليمن، بأرصدة جديدة وأراضٍ وسيارات، ونحن وأمثالنا لنا رب يحمينا..