هكذا يقول اليمني أينما كان.. ويقولها بصوت عالٍ، قد يصم أذنيه ومن حوله، وذلك لسبب واحد؛ لأنه لا يشعر أنه موجود، وخاصة في بلاده، في الوقت الذي يجد فيه نفسه، بكل ما يمتلك من طاقة وإبداع ونبوغ وذكاء وفن، على الأقل هناك من يخبره أنه إنسان طبيعي وموجود، (...)
أكيد... لايستحقونه ....
ولا يمكن لأ حد أن يقول غير ذلك وما نراه أمام أعيننا يشهد بذلك يكفي، للمتأمل أن يمشي في الشوارع ويتأمل الناس والمارة والباعة والنساء والأطفال ويدخل باب اليمن ليجد الناس يتأملون في بضائعهم ويتلون القرآن وقد أنحنت ظهورهم وشيء من (...)
مؤلم فعلاً أن تكون كل المسميات في بلادنا هكذا.. مجرد مسميات فقط، خالية من كل شيء غير العناوين فقط، التي لا مضمون لها ولا مصداقية ولا حتى حقيقة تربطها بواقعنا، الذي ندفع فيه الثمن لكل شيء وحدنا، حتى لهذه المسميات الجوفاء، التي تذهب أيامنا ودماءنا (...)
في وطن بات الناس أنصاراً فيه لكل شيء، إلا للحق والعدل والصدق والإنسانية والقيم والمبادئ والأخلاق والمثل والدين ، أما غير ذلك من كفر وجحود وذبح وقتل وحرق فهم أنصار له، يجب أن نقف أمام أنفسنا كثيراً ونحن نتأمل كل هذا العبث بكل شيء، حق بأرزاق الناس (...)
أكيد كانت ستكون هكذا، وربما كانت ونحن نجهل هذا، فمن يعلم ما بين العبد وربه، إلا ربّ الأرباب وحده، الذي يخص برحمته من يشاء.
فما وصل إليه حال الناس من التعدّي على حرمات الله، وظلم بعضهم بعضاً، وقتلهم للنفس المحرمة بغير وجه حق، وإضاعتهم لآدميتهم (...)
كم كنت أكره حل مثل هذه الأسئلة، مع أني كنت متوفقة فيها، لكني كنت أكرهها جداً، لإحساسي أنه أمر قاسٍ على أفكاري، يرغمني على اختيار أي شيء ليمتلئ الفراغ وحسب، وإن كنت غير راضية عنه أو مقتنعة به.
لكن أن يكون هذا هو حال بلادي يوماً فلم يخطر هذا على بالي (...)
أعرف أنه مؤلم ومتعب ما نعيشه...
وأننا ما عدنا نعرف إذا غفونا على ماذا سنصحو، ومن أين سنسمع أصوات الرصاص وبكاء النساء، وربما لن نجد أنفسنا نحن فقد تأخذنا عبوة ناسفة لم تكن تقصدنا، أو طائرة من دون طيار كل هذا موجع و مؤلم ويبعث على القلق والفزع والخوف (...)
جمهورية بلا رئيس.. مملكة بلا ملك
ربما هي المرة الأولى التي نتساوىفيها ليلة واحدة مع المملكة السعودية بشيء, ربما في تزامن الحدثين, مع اختلاف الكيفيات, وعدم التشابه في شيء غير ذلك, فالمملكة غيب الموت ملكها فماهي إلا لحظات وحل محله ملك آخر ومعه ولي (...)
نحن من نعلّمهم كيف تكون الإساءة.
نحن من نسمح لهم أن يتحدثوا عنه بتلك الطريقة.
نحن من ننسف كل ما يمت إلى شخصيته وتعامله ونضاله وتضحيته وصبره وكفاحه.
نحن.. نحن.. نحن..
نحن من نفعل كل هذا ثم نلوم غيرنا على كل هذا الفساد والتعدي والاستهزاء، لكن دون أن (...)
باتت أخبار القتل والتفجيرات بالنسبة لنا شيئاً عادياً.
يؤلمنا لكن لا يفاجئنا نهائياً، وما فقدنا من شباب وأطفال مؤخراً كان سبباً لقتلنا بما فيه الكفاية.
فلم يعد وضعاً خاصاً بنا بل هو وضع عام تعيشه العراق منذ زمن، ومثلها ليبيا وسوريا، التي يموت أطفالها (...)
وإن كان التاريخ المكتوب والمقروء في الكرة الأرضية يقر بهذا، فبالنسبة لنا كوكب أرضي مستقل يُدعى (المرّيخ اليمني).. فلا نقر بأن هذا عام جديد، لا بد من الفرح ببدايته والاحتفال والتفاؤل وووو...، لأن ما مررنا به في العام الماضي دون غيره يؤكد أنه لا شيء (...)
كم هو موجع عندما تموت ألف مرة في اللحظة، وليس لأي سبب كان، إلا لأن المواطن اليمني قد يحاول العيش بكرامة و بشرف ونزاهة، وحينما يكون قد حكم على نفسه بالموت، وليس كأي موت..
فالفساد في بلادنا يختلط بالماء والهواء الذي نتنفسه، اختلط بكل شيء، حتى بعاداتنا (...)
فيما تبقى في قلوبنا من نبض يتهاوى شيئاً فشيئاً..
نخبئ أملاً بأن شيئاً ما سيتغيّر، وأن الله سيرفع مقته وغضبه عنا، فكل ما نعيشه من ابتلاءات ربما لذنوب اقترفناها، وكان للحكومة السابقة من الابتلاءات التي كفّرت من ذنوبنا الكثير، وانتظرنا وتأملنا بالقادم (...)
في الوقت الذي نفتقد فيه حتى مجرد الإحساس بالحياة، ولو للحظة عابرة، مجرد الإحساس بالأمان وبالرغبة في الحياة والاستمرار والبقاء، في الوقت الذي تشوّهت فيه الملامح وتداخلت فيه الصور، واختلطت فيه الألوان، حتى ضاع الأبيض، وضاعت تعابير الحروف، وتبادلت (...)
إنها حقيقة لا ينكرها أحد، يعيشها الملايين، فنحن في بلادنا نمشي بلا رؤوس ولا ظهور، فرؤوسنا مجرد شكل ليكتمل الجسم البشري، فننظر بأعيننا ما يشاؤون، ونتعامى عن ما يريدون، ونتكلم بألسنتنا عن ما يريدون، ونصمت عن ما يريدون، وهكذا كل ما في رؤوسنا من سمع (...)
في يوم كهذا ما الذي يمكن أن نتمناه..
غير أن يكون بيننا، أو على الأقل ذكره وسيرته، التي لو تأملنا فيها لعرفنا الطريق الذي نجهله، الطريق الذي يفترض علينا أن نسير فيه، لنخرج مما نحن فيه، من ضياع وفشل وشتات ووجع وألم .
فيومها خرج من المدينة هارباً بدينه (...)
والله لسنا بخير.. ولن نكون بخير ونحن نفكّر بهذه الطريقة، ونعيش بهذه الطريقة، وحتى نتألم بهذه الطريقة.
الغريب في معادلة وطننا، أن الناس كلّما أتى عام تطوّروا وتقدّموا إلى الأمام، ونحن كل عام نعود إلى الوراء ألف خطوة وخطوة، ربما هي لعنة علينا بسبب (...)
لم نشهد ما قبله وما بعده، لم نعش كل تفاصيله، وقد لا يكون هذا مبرّراً كافياً، ربما قصورنا في فهم معنى الوطن والتضحية من أجل الوطن، ولم نعش عصور التخلّف والفقر والمرض والجوع والظلم التي حتى بعد ذلك اليوم لم ينته مسلسلها، بل مازال مستمراً وإن كان (...)
الحكمة التي تقضي بإيقاف نبضات قلوبنا المرتجفة ودموعنا الملتهبة, وألمنا ونحن مشرّدون من بيوتنا, والخوف من الموت وترك أطفالنا أيتاماً في وطن لا يعترف بالأبوّة لأحد مهما كانت النتائج وتحت أي مسمّى, وسواء كان ذلك لصالح فلان وضد علّان لا يستحق ثورة, بل (...)
كم هو مؤلم أن ترى الألم والفزع والرعب في عيون أطفال صغار، مازالوا يحلمون بلعبة وبالونه وحلوى، مازالت الحياة في نظرهم لا تتعدّى اللعب والابتسامة والفرح بطائرة يطيرون بها من ورق وأعواد خشب صغيرة، مازالت قلوبهم كالحمامات بيضاء لم يغيّر لونها الحقد (...)
(نبض وياسمين)
إيماناً وانطلاقاً من عنوان هذه المسرحية، التي مثلت بجدارة، على الرغم من أن النهاية لم تكن كما بدأت، إلا أنها كانت عنواناً موفقاً لتلك المسرحية، بكل فصولها، بدءاً بافتراش الساحات، وتسمية الجُمُعَات، ووجود الشقيقات الماجدات وتوزيع (...)
(نبض وياسمين)
بنفسي أحد يجاوبني على هذا السؤال بس, إجابة مقنعة ؟!!
سارق بعد سارق والآخر مَنْ ؟!!
ما عادوه الآخر أبو كليب.. بل بنو وآباء وأجداد كليب...
هل نحن شعب منتهي الصلاحية لهذا الحد, الذي يجعل مجموعة من السرق يقصمون ظهورنا, إذا كان من على (...)
يارب...
بتنا في هذه الأيام ننادي ونلهج بالدعاء لربنا لنعيش، لنعيش فقط بأمان، لا يهم كيف، المهم أن نشعر بالأمان فقط، الذي أفتقدناه، بكل ما تحمل هذه العبارة من معنى، ففضلاً عن افتقادنا للأمل والتفاؤل والانتماء، نفتقد الأمان، الذي لا يشعر أحد من (...)
(نبض وياسمين)
مسلسل رعب.. مش فلم رعب..
أبطاله (هادي والحوثي)، ونحن الباقي، طبعاً نحن لا نجسد طرف الرعب، نحن الطرف المرتعب، المستهدف من هذه الدراما الفاشلة، التي بدأت من قبل بأبطال وبأسماء مختلفة من 2011م وحتى اليوم، لكن في هذا الرعب شيئاً من التميز، (...)