أعرف أنه مؤلم ومتعب ما نعيشه... وأننا ما عدنا نعرف إذا غفونا على ماذا سنصحو، ومن أين سنسمع أصوات الرصاص وبكاء النساء، وربما لن نجد أنفسنا نحن فقد تأخذنا عبوة ناسفة لم تكن تقصدنا، أو طائرة من دون طيار كل هذا موجع و مؤلم ويبعث على القلق والفزع والخوف والإحساس بعدم الأمان والاستقرار... وأن يأتي فوق هذا وضع الدولة الذي تعيشه، غياب الحكومة فقاتل أكيد لكن أن نوقف حياتنا وتفكيرنا وحتى نبض قلوبنا على ترقب اللحظة التي سننتهي فيها عندما يسوء حال البلاد أكثر ونجد أنفسنا غير قادرين على إطعام أطفالنا فهو الخطأ بعينه. يجب أن لا ننتظر هذه اللحظة لأن الغد بكل ما يحمل بيد الله وحده، وهو وحده سبحانه من يعرف الحكمة وراء كل هذا لأنه وحده المطلع على النيات والسرائر، ويعرف ما لا نعرفه، وربما قدم الحساب للدنيا لكثرة الذنوب والخطايا ،يجب أن نفكر ببيوتنا وحياتنا أولاً، قبل أن نلطم خدودنا عندما نسمع عن حال الدولة والبلاد وأن تتحرك أكفنا للدعاء وألسنتنا للاستغفار عل ذلك يكون سبباً في قضاء ما قدره الله لذنوب سالفة... لقد ألمني انتحار أحد الآباء من الدور السابع بعد سماعه عن استقالة الحكومة وقول أحد أصدقائه له أن الدولة ستعجز عن دفع الرواتب للموظفين. قد يكون إحساسا بالعجز والخوف والهلع، وهو ينظر إلى صغاره و يحسب في ورقة ديونه الإيجار والفواتير ووووووو تكالب عليه فدفع به للتخلص من الحياة ظناً منه أنه أرتاح من كل هذا وليت من يحكمون يعلمون ما يحدثونه في الناس من جرائم وقهر وعذاب لكنه للأسف لم يتخلص من كل ذلك فالمنتحر وحده من يضيع الدنيا والأخرة معاً.... هذا لا يعني أن ما عشناه في السنوات الأخيرة وما نعيشه هين لا يؤدي لكل هذا بالعكس، فكم خسر من ناس تجارتهم وأوقفوا مشاريعهم وضاعت حقوقهم، وخسروا وظائفهم وأغلقوا شركاتهم وباعوا عقاراتهم وعجزوا عن توفير علاجهم وطعام أولادهم، لكن ولأجل كل هذا يجب أن نواجه الحقيقة بشيء من الإيمان والصبر فنجد عبد المطلب لما جاء إليه أهل مكة جزعين خائفين يسألونه عن ماذا سيفعل لينقذ الكعبة من أبرهة وفيله قال: للكعبة رب يحميها وأنا رب إبلي... ونحن أرباب إبلنا، أما الوطن فله رب يحميه لا أعني بهذا أننا يجب أن لا نكترث بأمر وطننا، ونفكر بيومنا كيف نعيشه بالعكس لكن لا نخنق ونقتل أنفسنا في دائرة التفكير فحسب حتى يذبحنا الهم، يجب أن نعمل ونصبر، وكلنا ثقة بأن لنا رب لن يتركنا لمن لا يعرفونه بنا، فلله حبل أن تمسكنا به لن نسقط أبداً، لم يوصلنا ما وصلنا إليه إلا أننا قطعناه.. فقطعنا.. فاستغفروا أكثر من الدعاء والتوكل عل رب الأرباب وحده من أمره بين الكاف والنون، وبيده مقاليد الأمور... وللوطن رب يحميه. [email protected]