الخيال أَهُمْ مِن المعرفة، لَكِنّ «اينشتاين» لم يكن يقصد إلغاء المعرفة مقابل استبدالها بالخيال إلاّ في عقل مجتمعات كالمجتمعات العربية والأفريقية والتي استبدلت المعرفة بالخيال قبل أنّ تعي الدلالة من عبارته تلك. والمجتمع اليمني كمثل حي يعيش بصورة مفرطة في الخيال باعتبار المعرفة فعلاً هامشياً، خيال بلد آمِن ومستقر، ظل حبيب غائب، مال يهبط مِن السماء، مدن تتحوّل فجأة إلى مدن مثالية... إلخ ويزيد القات مِن تدعيم تلك الخيالات والتأصيل كنتيجة نهائية لهذا التدهور الذي يراه في حالة اليقظة، والرابح هما زارع وبائع القات..!!. إن وجود القات وانتشاره لم يأتِ مِن فراغ إطلاقاً، فبلدان تقع على زقاق الأرض كاليمِن ودول القرن الأفريقي والتي تنتشر فيها زراعة القات؛ لا أمل في حصول مواطنيها على حياة واقعية تشبه تلك المغروسة في مخيلاتهم؛ إلاّ في عقل مجتمع استبدل المعرفة بالخيال مؤكداً على قدرة الخيال في منحه عالماً واقعياً باستناده إلى تلك الشجرة المسمّى “قات” والّتي يصفها في العادة ب«الملعونة». من المهم ألا تصحو تلك المجتمعات من استغراقها في عالم الخيالات إلى حد نكران الواقع؛ لأنها إن صحت سارت جماعات في طرق اللا عودة، منها نحو الانتحار وأخرى نحو الهوس الديني بكل ما يحمله من معانٍ ودلالات التطرُّف، وأخرى ينتهي بها المطاف بالأمل عل الحصول على “حلم” ولو بورقة قات تعيد مجد الخيالات التي صارت عملة صعبة. فعلان متشابهان عمّال مدينة الناظور الساحلية المغربية يتجهون جماعات إلى جزيرة “مارشيكا” لتحويلها إلى جنّة، وعمّال اليمن يتجهون إلى مقرّات مصانعهم المغلقة حاملين اللافتات المطالبة بحقوقهم. *** التوانسة يكتبون بتجاوزهم تعقيدات المرحلة الانتقالية بانتخابات ديمقراطية أدهشت العالم تاريخاً جديداً، واليمنيون يعيدون إنتاج تاريخ مؤلم ماضٍ بوسائل أكثر دموية..!!. *** الأب الأردني وبسبب التحسُّن الاقتصادي قادر على شراء الحلوى لابنه أكثر من مرّة في اليوم الواحد، والأب اليمني يقف حائراً في كيفية تلبية مطلب ابنه بشراء حلوى لا تتجاوز قيمتها الخمسة ريالات..!!. [email protected] رابط المقال على فيس بوك رابط المقال على تويتر