وصفت منظمة الصحة العالمية، الوضع الصحي والإنساني في قطاع غزة، ولا سيما في شماله، بأنه "كارثي"، محذرة من تفشي المجاعة وتدهور النظام الصحي إلى حافة الانهيار الكامل. وقال المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية طارق يشارفيتش في حوار مع "إرم نيوز"، إنّ "هناك حالات سوء تغذية حادة، وتسجيل وفيات مرتبطة بالجوع"، مشددًا على أنّ المنظمة بحاجة ماسة إلى وصول إنساني عاجل لكل أنحاء غزة من أجل تقديم الإغاثة والمستلزمات الطبية. وأكّد أن نصف مستشفيات القطاع أصبحت خارج الخدمة بالكامل، في حين يقدّم النصف الآخر خدمات محدودة فقط بسبب نقص الوقود والمستلزمات الطبية والغذاء. وأشار إلى أنّ "بضع منظمات تجري مسوحات تقيس الوزن مقارنة بالطول، وكذلك قياسات في الجزء العلوي من الذراع، وقد أظهرت تلك البيانات أنّه تمّ تجاوز عتبة المجاعة"، مضيفًا: "رأينا صورًا مؤلمة لأطفال يعانون الجوع الشديد، فسكان غزة يتضورون جوعًا ويموتون، وهم خائفون من أوامر الإخلاء المستمرة". وفيات مرتبطة بسوء التغذية وعن عدد الوفيات الناتجة عن الجوع، أوضح المسؤول أنّه من الصعب تحديد أرقام دقيقة بسبب الارتباط الوثيق بين الجوع والمرض، قائلًا: "الأطفال المصابون بسوء التغذية أكثر عرضة للإصابة بالأمراض، وقد يؤدّي ذلك إلى مشكلات في النمو الجسدي والعقلي لاحقًا". وأكد أنّ وزارة الصحة الفلسطينية أبلغت عن وفيات نتيجة سوء التغذية، وأنّ التقارير الميدانية تدعم تلك المعلومات، لكنّه شدّد على أنّ "أيّ عدد من الضحايا غير مقبول، ويجب ألّا يعاني أحد من الجوع". عقبات أمام إيصال المساعدات وتحدث يشارفيتش عن العقبات التي تواجه إدخال المساعدات قائلاً: "كان هناك حصار كامل على دخول المساعدات بين شهري مارس ومايو، تمكّنا بعد ذلك من إدخال بعض الإمدادات، لكنّها لا تكفي لتلبية احتياجات المستشفيات". وإذ كشف أنّ "24 شاحنة محمّلة بالمستلزمات الطبية والمختبرية دخلت منذ يوم الجمعة، لكنه أشار إلى أن "ما وصل لا يفي بالحاجة، ونطالب بوصول إنساني كامل ودائم من دون عوائق". نظام صحي على وشك الانهيار وفي تقييمه للنظام الصحي في غزة، قال المتحدث باسم منظّمة الصحة العالمية: "الجميع معرض للخطر، نصف المستشفيات لا تعمل، والنصف الآخر بالكاد يقدّم خدمات إذ لا يوجد وقود لتشغيل المولدات، ولا توجد أدوية كافية، والطواقم الطبية منهكة". وأشار إلى محاولات لإدخال فرق طبية أجنبية قائلًا: "رفضت السلطات منح تأشيرات دخول ل 56 من الطواقم الطبية، بينهم جراحون مختصون"، مضيفًا أنّ وزارة الصحة الفلسطينية أعلنت مقتل 1400 من الكوادر الصحية واحتجاز 330 آخرين. ودان المتحدث الهجمات على المنشآت الصحية والإنسانية، مشيرًا إلى "الهجوم الأخير على مقرّ الهلال الأحمر الفلسطيني، والذي أسفر عن مقتل أحد الموظفين"، معتبرًا أنّ "الهجمات على العاملين الصحيين والإنسانيين محظورة بموجب القانون الإنساني الدولي". دعوة لوقف إطلاق النار وشدّد على أنّ "النظام الصحي ينهار، ونحتاج إلى تحرك عاجل لدعمه"، مضيفًا: "أوّل ما نحتاجه هو وقف إطلاق النار حتى لا يُقصف الناس، وإنْ تحقق ذلك، ومع ضمان وصول المساعدات، سنكون قادرين على دعم النظام الصحي". وفي ختام اللقاء، دعا المتحدث باسم المنظمة المجتمع الدولي إلى التحرّك العاجل لتفادي انهيار إنساني شامل في غزة، قائلًا: "نحتاج إلى حلّ سياسي يُفضي إلى وقف دائم لإطلاق النار، والسماح بدخول كميّات كافية من الغذاء والمستلزمات الطبية، ليخرج السكان من ذلك الكابوس الذي يعيشونه منذ أكثر من عام ونصف العام". تم نسخ الرابط