دقت منظمات أممية ناقوس الخطر بسبب المجاعة التي يعانيها قطاع غزة جراء الحصار الصهيوني وإغلاقه للمعابر بشكل كامل أمام المساعدات المواد الغذائية والطبية. وأكدت منظمة "أطباء بلا حدود" في بيان أن كيان العدو الصهيوني تسببت في كارثة إنسانية متعمدة في قطاع غزة، "نشهد في الوقت الراهن، تهيئة الظروف للقضاء على الفلسطينيين في غزة"، مضيفة أن "القطاع أصبح جحيما على الأرض للفلسطينيين". وحذّرت من أن فرقها الطبية الميدانية لاحظت زيادة بنسبة 32% في عدد المرضى الذين يعانون من سوء التغذية خلال الأسبوعين الماضيين. وأضافت أن "المرافق الصحية التي لا تزال تعمل وتعاني أصلًا من نقص حاد في العدد والقدرة الاستيعابية للسكان، ما زالت تتعرض للهجوم، وتعاني من التناقص السريع في مخزون الأدوية، وغيرها من الإمدادات الأساسية". وأشارت إلى أن فرقها في غزة لم تتلق أي إمدادات منذ 11 أسبوعا، وتواجه نقصا حادا في المواد الطبية الأساسية، مثل الكمادات والقفازات المعقمة. من جانبها، دقت منظمة الصحة العالمية ناقوس الخطر بشأن الوضع الصحي المتدهور في غزة، مؤكدة أن الوقت ينفد لإنقاذ الأرواح في القطاع المحاصر، مضيفة أن النظام الصحي يعاني بشدة، ويواجه نقصا حادا في الأدوية والمستلزمات والمعدات الطبية. وأوضحت أنها كمزود رئيسي للإمدادات الطبية في غزة، تكاد مخزوناتها تنفد، مما يهدد بتوقف العديد من الخدمات الصحية الأساسية. وقالت: إن الشحنات تنتظر على بعد دقائق، لكن الحصار يمنع دخولها، مما يجبر المستشفيات على تقنين ما تبقّى لديها من إمدادات، مؤكدة أن هذا الوضع يحصد أرواحا، مطالبة بضرورة وقف حصار المساعدات. بدورها، قال برنامج الأغذية العالمي: إن العائلات في غزة تتضور جوعا، في حين أن ما تحتاجه من غذاء عالق على الحدود، مبينة، أن أحدث تحليلات الأمن الغذائي تؤكد أن العالم في سباق مع الزمن لتجنب المجاعة. ودعا البرنامج المجتمعَ الدولي إلى العمل بشكل عاجل لتوفير المساعدات لغزة؛ محذرا من أنه إذا استمر تعطل المساعدات حتى يتم تأكيد حدوث مجاعة، فسيكون الأوان قد فات بالفعل بالنسبة لكثير من سكان القطاع. من جهته، أوضح وكيل أمين عام الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر إن الكيان الصهيوني يعلم ما يحدث داخل قطاع غزة، مضيفا في مقابلة تلفزيونية، أن المنظمة الدولية تم تهميشها لمدة 10 أسابيع ولم تتمكن من إدخال المساعدات إلى غزة. وقال "لدينا خطة ممتازة، الخطة الموجودة حاليا لإدخال المساعدات على نطاق واسع. سمح لنا بالقيام بذلك خلال وقف إطلاق النار.. نريد العودة للإتاحة الكاملة دون عرقلة بحيث تصل لكل من يحتاج الدعم الآن وليس بطريقة خاضعة للتحكم". إلى ذلك، قال نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق إن: لدى المنظمة الدولية خطة تشغيلية متينة وقائمة على المبادئ لتقديم المساعدات الإنسانية وخدمات إنقاذ الحياة على نطاق واسع داخل قطاع غزة، مضيفا أن تلك الخطة جاهزة لتنفيذها فور فتح المعابر، مشددا على أن الوقت عامل حاسم لمنع المزيد من الوفيات في القطاع. وكان كيان العدو الصهيوني قد تنقض اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير الماضي، واستأنف حصاره على قطاع غزة، بداية شهر مارس الفائت، قبل أن يجدد عدوانه العسكري الكامل وحرب الإبادة الوحشية فجر 18 مارس 2025. ومنذ 7 أكتوبر 2023، وبمشاركة أمريكية، وصمت عربي مخز، ترتكب قوات العدو الصهيوني إبادة جماعية في قطاع غزة، أسفرت عن أكثر من 172 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى أكثر من 14 ألف مفقود، ودمارا واسعا في القطاع المحاصر.