يكذب من يردد بأن المكلا زهرة الكون، وأنها أبهى المدن، وأنها بلا باب منطلقاً من عكسية الحكمة القائلة (احترس من الباب الذي له مفاتيح كثيرة)! المكلا ..ليست البحر.. وليست الجبال.. ولا أسواقها المترعة بالحب والياسمين ..ولا المحافظ.. ليست صالح باعامر ولا مجلة “المكلا”.. المكلا ليست (شيئاً مادياً) ينتهي أو ينقرض مع توالي السنين..! إنها سر(روحي) دفين يدفعك لأن تحبها من دون أن تحدد ماهية هذا الحب .. إنها كتلة من المشاعر التي لا تملك لغة أياً كانت قدراً من التعابير السحرية لتفسيرها في عالمنا الواقعي جداً. فإن تعلقت ببحرها فتحت باب قلبك واسعاً للتعلّق ببحار أخرى، وإن جذبتك جبالها الراسخة فاحتمال أن تتعلق بجبال أخرى كبيرة! وإن ابتلعتك رائحة الياسمين إلى عوالمها وأشبعت مطاعمها معدتك فبإمكان الرائحة أن تزول والمعدة أن تجوع مرة أخرى. كل شيء (مادي) في المكلا ممكن نسيانه، لكن ثمة شيء (روحي) لا يمكن تجاهله! المكلا سر أكثر من دفين لم يستذوق مذاقه إلا العارفون بالأسرار أهل الصوفية الكرام.. المكلا ببساطة شديدة حكمة تتلخص في «كل الظلام الذي في الدنيا لا يستطيع أن يخفي ضوء شمعة مضيئة تأت من المكلا لتمنح الحياة معنى وقيمة». فيا أيها المسمّى في المناهج وطنا .. الخاتمة تحتاج لكلمة، والكلمة تحتاج إلى معنى، والمعنى يحتاج إلى إنسان، وأنا بتحسسي الطريق إلى المكلا صرت إنساناً.. بشيء ومعنى وقيمة، فلا تجعليني أتعلّق بك.. لا تتركيني أسير بلا بصيرة إليك.. أرجوك.. لا تقوديني إلى زقاق مسدود !! [email protected] رابط المقال على الفيس بوك