ما لم تغيّر الأحزاب وبصورة عاجلة، ولو بطرائق قسرية الصورة العالقة في أذهان المجتمع عنها، وخاصة مع العشرات من المتغيّرات الايدلوجية والفكرية والسياسية والّتي وقعت منذ خروجها من انفاق العمل السري إلى العمل العلني، فإن الصورة ستظل باهتة وشاحبة بعض الشيء .. في الأعوام الّتي شهدت تأسيس وإطلاق تلك الأحزاب وتقدر ب(48) حزباً كانت ثمة محاولات قيادية.. إدارية...قاعدية لتلميع تلك الصورة، على اعتبار، يعتقد بأن تلميع الصورة وحدها يعيد لها زخمها ودهشتها وبهائها وحضورها. ولكنّ هذا الاعتقاد خلال الخمس السنوات التالية تحطم تحت وطأة جملة من المتغيرات المحلية والإقليمية والدولية.. أهمها متغير الاعتماد على العمل المدني مقابل الارتهان لقوة السلاح. *** على الأحزاب أن تكون الساعي الأول لاستيعاب تلك المتغيرات ولو بصورة قسرية، وذلك عبر أحداث تغييرات مفصلية توزع أنشطتها وفق متطلبات العصر التكنولوجية وإحداث نقلات في مناشطها وفعالياتها ..تغييرات تتسلل تلقائياً إلى عمق ادبياتها وتعمل على تصحيح بنيتها وأفكارها وإيضاح أيدولوجيتها المواكبة للعصر والقادرة على امتصاص المتغيرات لأعضائها، وإلاّ فلا يبدو أن ثمة حزباً قادر على التنفس ولو باستخدام الأكسجين في ظل نمو الحركات المسلحة الّتي لا تؤمن بأي فعل مدني! *** على الأحزاب أن تغيّر الأفكار المترسخة في أطرها وامتداداتها لا الشخصيات، تغيّر طرائق المعاملة، لا طرائق التعامل.. أن تكون شجاعة لتعترف أولاً بأنها رغم كل ذلك الضغط الإعلامي بلا ايدلوجية وبناء عليه تكتسبها. *** عليها إعادة صياغة أدبياتها وفق مفاهيم العصر الحديثة، حيث وأدبياتها قديمة وبالية والعصر ذاته حتى وأن دعُم قياديا غير قادر على قبولها، عليها أن تعيد حقوق عامليها.. فقدرة الطاقة المقدمة والمطالبة مقابلة بالمنتج تبدو خارج التأثير المدني ومنطقية للغاية. على الأحزاب أن تخرج من عصر السخرة وتنتقل إلى عصر المدنية ثوباً ومرتدياً.. وإلاّ فليس ثمة أمل من لجوء المتعبين إلى وسائل أخرى تحقق مطالبهم المشروعة.. ومع ذلك اللجوء الجماعي المرتقب، فلا يبدو أن ثمة موقعاً مستقبيلاً شاغراً للأحزاب أمام قوة الحركات المسلّحة.. وما ظهر مؤخراً ليس سوى مؤشر أولي لحركات أخرى.. *** عصر القلم على مشارف الانهيار.. وطبيعي أن يحل محل القلم عنصر آخر بديل، وبالتأكيد سيكون هو السلاح! [email protected] رابط المقال على فيس بوك رابط المقال على تويتر