يشير تقرير زراعي يُعرض ملخّصه بصورة متكررة في قنوات إعلامية مرئية ، بأن اليمن تُعتبر «من أغنى الدول في مجال المحصولات الزراعية حيث تتمتع ب9000 ألف نوع نباتي..750 منها تنتمي لعائلة.....» لكنّ نظرة متفحصة من علو، مثلاً.. من طائرة عائدة من السعودية تحلّق فوق سماء اليمن تكشف نقيض ما يذهب إليه التقرير.. فالجفاف يتربّع فوق القمة ..غالبية الأراضي الزراعية مجرد مربعات ومستطيلات بلا زرع إلاّ ما ندر.. كثير من الممرات المائية التي كانت قائمة أيام السعيدة في فعل كان.. في سؤال محيّر يتنطّع كثعبان شره: إذا كان الإنسان يصدّق كل ما يقرأه ويكذّب ما يراه فتلك مصيبة عظيمة!! ربما كُتب التقرير بأثر رجعي، وربما تجاهل ظاهرة الاحتباس الحراري وانعكاساتها الكارثية، حاضراً ومستقبلاً.. من مثل قلّة الأمطار ووقوع الجفاف والفيضانات.. واليمن ولسوء حظ الغازات الدفيئة تقع مع كينيا والصومال ضمن الدول الأكثر عرضة للتأثيرات المدّمرة للأرض! موجز ما تقوله نافذة الطائرة المحلّقة في سماء اليمن يتلخص في أن الحاضر يشارف على الجفاف الكلي، ومستقبل زحف الجفاف على ما تبقى يؤكد تلك الحتمية المريعة.. فيما ظاهرة الاحتباس الحراري والتي تصرخ علناً وأمام معدّي التقارير خاصة بوقوع الجفاف الفعلي في كينيا والصومال مهدّدة بامتداده في المستقبل القريب إلى اليمن كونها تقع في “غور” واحد تروي قصة مختلفة كلياً تكاد تتصادم مع التقرير!! المطلوب من معدّي التقرير الآن .. تقريب أبعاد المشكلة التي تعاني منها الأرض الزراعية نتيجة ظاهرة الاحتباس المدمّرة وإيجاد معالجات منطقية من مثل حتمية تكيّف الإنسان مع تلك المتغيرات ولو كانت الكلفة باهظة.. من دون تلك الحقيقة المروّعة ليس ثمة ظاهرة خطيرة اسمها ظاهرة الاحتباس الحراري..بل ثمة تقرير ملوّن يضع محصولات اليمن الزراعية في مقدمة محصولات العالم .. رمضان كريم. [email protected]