جمهورية بلا رئيس.. مملكة بلا ملك ربما هي المرة الأولى التي نتساوىفيها ليلة واحدة مع المملكة السعودية بشيء, ربما في تزامن الحدثين, مع اختلاف الكيفيات, وعدم التشابه في شيء غير ذلك, فالمملكة غيب الموت ملكها فماهي إلا لحظات وحل محله ملك آخر ومعه ولي عهده أيضاً, ونحن مايقارب الستين عاماً من رحيل الإمام, وقيام الثورة ونحن في هرج ومرج, واغتيالات وحروب وضياع, لكن يعتبر ذلك العام النهاية الحقيقية لوطن لن يسترد بعد اليوم وهو 2011م.. فلو لم تقم الثورة في زمن مضى على حكم الإمام, ربما لكان مانحن فيه من التخلف والضياع مبرراً تحت مسمى الحكم الإمامي, لكن ضحوا بأنفسهم لنخرج للحياة, ونقضي على الجهل والتخلف, وإذ بالجهل والتخلف يعودان بكل الصور, فمن يصدق أننا وصلنا لهذا الحل, لهذا الوضع المزري في كل المجالات, حتى اجتماعياً وانسانياً, تفككت كل أواصر الترابط والإخاء وكل ذلك من أجل الكرسي, الكرسي الذي تبدد من أجله كل شيء وضاع, ونحن وحدنا من ندفع الثمن, وحدنا فقط, بقيت الدولة أم رحلت, كم هو مؤلم هذا الإحساس خاصة أنه ماعدنا نعرف متى يمكننا التخلص منه, والوصول بالوطن إلى مكان ما, مكان بعيد عن كل هذا الخراب والدمار, لم نفعل مايستحق لأجله كل هذا, لقد استقال الأمان من قلوبنا, استقالت الفرحة والطموح والأحلام فهل تجدي استقالة المستقيل بشيء؟!.. بات الوطن- وصنعاء خصوصاً- مجرد مسرح للعنف نحن نؤدي فيها كالعادة دور الكونبرس فقط, ومع ذلك نحن من نموت في المسرحية ونختفي.. وحدنا من نمثل الدور الحقيقي وغير المكتوب لنا أصلاً, وباقي الممثلين يضحكون بعد المسرحية, ويقبضون مستحقاتهم ويذهبون ليمثلوا مسرحيات جديدة نمثل فيها نحن نفس الدور, ونموت وحدنا.. لقد تعبنا.. وهرمنا.. قلوبنا باتت مشبعة بالوجع والخوف, لماذا نحن ونحن وحدنا, نعيش هذا الوضع, ونحن الحكمة والإيمان تشابه الليل والنهار, الآباء يعجزون عن توفير لقمة عيشهم, الأمهات تحترق قلوبهن ويعجز ن حتى عن رسم ابتسامة مصطنعة لأجل أولادهن, الأطفال باتت ألعابهم مجرد مسدسات وقتل, رحلت براءتهم, وتبددت أحلامهم, لم يعد متسع في قلوبنا وعقولنا لشيء, قتل إبداعنا وطموحاتنا وأفكارنا ونجاحاتنا, وبتنا مستقيلين عن كل شيء في الحياة.. كم تحترق قلوبنا وعقولنا, ونحن نرى العالم من حولنا, ويكفي بمصر مثالاً, يبتسمون ويبدعون وينطلقون, ويضحون لبناء وطن, حتى على مستوى مايعرض في شاشاتهم من عمل وطموح وإبداع وكفاح وسعي, ونحن نرفع في وجوه بعضنا المسدسات والأسلحة الثقيلة ولايحدث هكذا بين اليهود والفلسطينيين الذين هم أحق بفعل هذا, لقد تعبنا.. واستقلنا.. وماعاد من الزمن بقية.. [email protected]