(نبض وياسمين) إيماناً وانطلاقاً من عنوان هذه المسرحية، التي مثلت بجدارة، على الرغم من أن النهاية لم تكن كما بدأت، إلا أنها كانت عنواناً موفقاً لتلك المسرحية، بكل فصولها، بدءاً بافتراش الساحات، وتسمية الجُمُعَات، ووجود الشقيقات الماجدات وتوزيع المستحقات من أكل وشرب وقات، وصولاً إلى الفرق التي كانت تحيي الليالي الملاح، والمذابح والاعتداء على سلمية الثورة و.. و.. إلخ، حتى بيع الشعب بعد الاتفاق، والوصول إلى الكراسي. إلا أننا حقيقة يجب أن نعترف ونقول كلمة حق، إن الإصلاح متفنن في هذا النوع من التمثيل، ولو وجدت جائزة نوبل في الفبركة الإعلامية، وصياغة الخبر من اللا خبر، والدم من الرنج الأحمر والفيمتو، والدموع من البصالة والكلوركس، والحزن من الفرح، لا ستحقوها بكل جدارة مهما كانت قيمتها.. وربما هذا ما ينقص الحوثة، فأين شقيقاتهم الحوثيات، ليفترشن الساحات وفنانوهم ليعتلوا المنصات، وموزعو الماء والببسي والقات والحبوب المخدرة، التي تحول الطايع لوالديه لقاتل والديه، كم هو مؤلم أن لا يتقن الحوثة هذا الفن الراقي، الذي يمثله أصحابهم بكل جدارة واتقان وابداع، و"سهيل" خير دليل على ذلك، بكل ما تحمل من إبداع وفن وتميز ومصداقية في نقل الخبر، وإيصال الحقيقة غير الموجودة للناس، وتحويل كل شيء لعكوسه حتى دوران الأرض؟ حقيقة يا أيها الإخوة الحوثة، كان لابد من دخول مدرسة "حيا بهم.. حيا بهم" حتى لو كان من يحيا بهم قتلة وسرق، نهابة للدولة منذ عقود من الزمن، فلا بد من أن يُحيا بهم، لأن المصلحة ستكون واحدة، وهي الكرسي أبو شنطة، خاصة بعد مجزرة رئاسة الوزراء التي شهدتها بأم عيني، والله لو كانت عند "حيا بهم.. حيا بهم"، لجعلوها ملحمة وسيصفون الرئيس بالسفاح، والجنود بالقتلة الذين يقمعون الثورات السلمية، ويقتلون الشباب.. ولكانت تصور مشاهد الأطفال الأيتام، والنساء الأرامل، واشتغلت الموسيقى الحزينة، وهات لك هات يا تبرعات، ولصعدت "توكل" تخطب على المنابر، باسم الثكالى والصمود والعزة والإباء والتضحية لتصل لجائزة نوبل للخيام والحمام. درس "حيا بهم.. حيا بهم" لا يتقنه إلا أصحابه، ولن يتقنه غيرهم حتى لو حاولوا بشتى الطرق والوسائل، لأنها مهارات وقدرات إلهية، لا تأتي إلا لمن أصلح ربي أعمالهم، واصطفاهم، وجعلهم حزبه المختار.. فكم عجبت من تشفي حزب "حيا بهم" من قتل إخوانهم اليمنيين، حتى لو كانوا مجوسيين يعبدون النار، أو بوذيين يعبدون بول البقر، مع أنه لم يتشف أحد بهم يوم سقطوا سابقاً ولاحقاً، جسدياً ومادياً ومعنوياً، على الأقل من عيوننا وثقتنا. * المنتصف