اللعنة.. اللعنة.. اللعنة حتى قيام الساعة.. تلك التي فرقتنا وشتت شملنا، وسفكت دماءنا، وأحرقت قلوبنا وجيوبنا، وبددت أحلامنا، وحنت هاماتنا وذلتنا، وسلبتنا كرامتنا وشوهت ملامحنا، وضيعت تأريخنا، ومحت أسماءنا، و... و...و مهما كتبت فيك لن أوفيك، فما فعلت بنا لا يمكن أن يغتفر، أو حتى ينسى، فلم تبق على شيء، إلا الوجع والألم والحزن والرعب، والضياع والشتات والحرمان، وحدك من لنا ثأر معك، فقد فعلت بنا، مالم يستطع اللوبي والموساد الصهيوني نفسه، الذي ربما هو من أرسلك، ومن أهداك إلينا، ولكنك رفقت عليه، بكل ما فيك من دهاء وخبث ومكر.. أيتها الحزينة.. ماذا تبقى لتنجزيه فينا، خلاص أغلقنا دفاتر حياتنا، ولم نعد نمتلك ما نكافح من أجله، حتى ديننا، بتنا ندخل المساجد منكسي الرؤوس، فلكل حزب منا مسجده، وطريقة صلاته وعلماؤه، وكل حزب يعتبر نفسه في مسجده في معسكره الخاص، وهات يا مخططات ويا سب ويا شتم ويا حقد ويا ضغينة، حتى لا يخرجوا من مساجدهم إلا مستعدين للانفجار والقتل وحتى الذبح.. فماذا تبقى..؟! ماذا أبقيتِ لنا أيتها اللعينة، بعد أن شظيت قلوب الأمهات، وأحرقت عيونهن بلهيب دموعهن على فلذات أكبادهن.. وحولت الأخوة في البيت الواحد لمجرد أعداء، فمن يصدق أن هناك إخوة لمجرد أن ذلك إصلاحي وذلك حوثي، وقعوا على ورقة مقاطعة بينهم، فلا يردون السلام على بعضهم، ولا يأكلون من صحن واحد، ولا يتزاورون حتى بمرض أو موت، ولا يمكن أن يزوج أحدهم ابنه بأبنة أخيه، معقول وصلنا لهذا الحد، من السبب إلا أنتِ أيتها اللعينة.. حولت الناس لوحوش، تدوس كل شيء لتصل للكرسي، بات الحزب هو الأب والأم والأهل والدين والمستقبل، ورئيس الحزب أمره نافذ مطاع، حتى لو كان الشرك بالله، فماذا تبقى من شيء لنحييه، انتهى كل شيء ولم تبق لنا أيتها اللعينة شيئاً، إذا تشتت شمل الأسرة الواحدة، فعلى ماذا سيبنى الوطن، وكيف ستنهض البلاد، وكل أخ يحمل في قلبه على أخيه الذي تجمعه به أواصر الدم قبل كل شيء، فماذا سيفعل قادات الأحزاب ببعضهم، هل يعقل استبحنا لأجل هذه الأحزاب عروض اخوتنا في الدم والدين والأرض. إذن ماذا تبقى..؟! لقد سلبتينا كل شيء، ولم يبق ما تأخذي، فحتى إحساسنا بحقنا في الحياة انتهى، لأنه مرهون برضاكِ عنا، كي ندخل الجنة أو النار، النار التي نعيشها الآن تحت مسمى ديمقراطيتك وتطورك، الذي وصل بنا فعلاً لهذا الحال..؟!