(نبض وياسمين) مسلسل رعب.. مش فلم رعب.. أبطاله (هادي والحوثي)، ونحن الباقي، طبعاً نحن لا نجسد طرف الرعب، نحن الطرف المرتعب، المستهدف من هذه الدراما الفاشلة، التي بدأت من قبل بأبطال وبأسماء مختلفة من 2011م وحتى اليوم، لكن في هذا الرعب شيئاً من التميز، ربما فيما أحدثه ويحدثه في نفوسنا من خوف ورهبة، نصحو وننام على اللحظة التي ستطوق فيها صنعاء، وتعود لأصحابها القدامى، ونحن نقتل ونسبى، وقد يُذبح الرجال بالسكاكين و.. و.. إلخ. المهم دراما تنتجها وسائل إعلامنا المتخلفة، والتي ستبقى متخلفة بكل من فيها حتى قيام الساعة، لسبب واحد، لأننا كشعب لا نعني لهم شيئاً، فلا مشكلة لديهم أن نخاف، أن نتألم، أن تضيق الدنيا في وجوهنا ونعد الساعات والثواني للحظة موتنا بغير إنسانية أو حتى كرامة، ونحن نعد عداً تنازلياً لساعات بقائنا على هذه الدنيا، ونحن غير موجودين فيها أصلاً، فهل يعرف هؤلاء الأبطال أننا بشر، لدينا قلوب، لدينا أطفال، لدينا احساس، كل يوم خبر جديد، عن المفاوضات التي فشلت، وعن مطالب السيد، التي يضحي فيها من أجل شعبه، الذي أظنه نحن، كأنه ستنطلي علينا هذه البطولات، التي سبق مثلها في الساحات، وبجانب ذلك المسرح، مجموعة من الأبطال، الذين أدوا أداء مبهراً في الساحات، منذ جمعة الكرامة وغيرها من الجمع حتى وصلوا إلى الكراسي ثم داسوا بأقدامهم على أنات وجراحات الشعب بأقدامهم، والقوا بمن سموهم شهداء وثوريين لأقرب زبالة. هذه الأدوار عرفناها سابقاً، وزاد في تجسيدها لنا كشعب رئيس وزرائنا (المقرقر) صاحب النخس التتني والرازم المداعي، الذي ذهب لينفس عن الكبت الذي يعانيه لأجلنا في دبي، ربما لزيارة جويل، لتقوم بعمل اللازم من شد وشفط وكريمات، لرجل أنهكه هذا الشعب، الذي ينفخه كدخان مداعته، ولا يهمه ما نعيشه، لا يهمه القلق والضيق والخوف والرعب، الذي نعيشه كل لحظة ونحن نتساءل، كيف سنموت، وعلى يد من؟!! كم أتمنى أن نصل لحل جذري، فلن تسيل دماء أغلى من دماء من سالت دماؤهم، ولن تخسر اليمن أكثر مما خسرت من علماء وعباقرة ومناضلين، ماتوا على يد مرتزقة موتورين ومسعورين، امتلأت قلوبنا بالوجع، ويستحيل لعقولنا أن تستعيد ثقتها بأحد، مهما اختطب أو تفلسف.. أتمنى أن ينتهي هذا العد التنازلي برحيلكم جميعاً، فجميعكم لا يعني لنا شيئاً، فنحن شعب يحكم نفسه بنفسه منذ عرفنا أنفسنا، فاستخدامنا كأوراق للعب للوصول للكراسي خلاص انتهى، وما قدمته لنا حكومة هادي المتقشفة من جرعة أخيرة دليل واضح على النجاح والثقة التي حققت نجاحاً مبهراً بكل المقاييس في قتلنا. فمهما اجتهد هؤلاء الأبطال في اتقان أدوارهم، فلن يضيرونا بشيء، فليس بالإمكان أكثر مما كان، لقد بدأ العد التنازلي لكم جميعاً، لن نخاف بعد كل هذا الوجع، أرجو أن تبدأوا أنتم جميعاً بالعد.... حان وقت أخذنا لحقنا في الحياة، حتى بالأمان على الأقل. * المنتصف