في الدنيا كلها عندما تطال الناس كارثة طبيعية أو اصطناعية أو حادث ينال من استقرار الناس النفسي يقطع رؤساء الدول والحكومات زياراتهم الخارجية ويعودون مباشرة إلى بلدانهم حتى يكونوا قريبين من غرفة الأزمات إلا عندنا فإن العكس هو ما يحدث.. ذات وطيس "حامي" اكتشف الشعب أن معظم أعضاء الحكومة ورئيسهم تركوا الشعب مع الوجع وغادروا لقضاء إجازة العيد إلى ما وراء البحار ..وكان رئيس الحكومة محمد سالم باسندوة هو كبيرهم في تعلم ربط حزام السفر كلما زادت أوجاع النوازل المنتجة في مصنع الفشل الحكومي. ومن غير المعقول ما إذا كان باسندوة قد وقّع عقد عمل كخبير في دولة الإمارات العربية، لكن المؤكد أنه يقتنص كل كارثة لحكومته ليسافر إلى هناك تحت ذات المبرر " زيارة خاصة " فيما الحقيقة أنه يعلن بين الوقت والآخر سأمه من تمثيل دور " الدبلير " الذي يتولى الأدوار الخطيرة نيابة عن البطل . واللهم لا اعتراض على سفريات باسندوة الخاصة ولكن .. الرجل يعمل رئيساً لمجلس الوزراء في اليمن وهو في واجهة كل هذه الشكوى من فشل الحكومة وفسادها وعجزها، وكل هذا الكيد الذي تكيده للشعب حتى تعقدت حياته وصعبت عليه نفسه وهو يمثل دور الأيتام عند أبواب اللئام. من حق العم باسندوة أن يطوي حبل مداعته الشهيرة ويقلب البوري رأساً على عقب، ولكن لمَ يترك الشعب وقد جرعه بهذا المسمار الذي لفه كل هذا الذحل .. مخرجات الحوار على طاولة حكومة باسندوة وصرخات الناس من الجرعة تتصاعد إلى صالة اجتماعات باسندوة .. انعكاسات الجرعة على حياة الناس عَيش وحركة وزراعة وصحة جميعها داخل جراب هذه الحكومة التي ترفض إنتاج غير الأزمات، وآخرها تحويل الشعب نفسه إلى عيدية للحكومة وعسب لفشلها .. أصحاب الخِبرة والخُبرة يسألون.. يتحدثون عن حزمة الإصلاحات التي ترفع الأذى بالتزامن مع الجرعة القاتلة، وصاحبنا يربط الحزام ويسافر هارباً من وضع حلول تفتقر للعمق إلى التعمق في إشاعة الألم. غادرنا باسندوة بعد أن قاد حكومته لأن تفعل فعلتها، ولم يترك لنا غير ترديد صرخة : المجد للبوري .