عبده العبدلي ذهبت اليوم إلى مسجد عمر بن الخطاب القريب من المنزل الذي أسكن فيه بحي الحصبة في العاصمة صنعاء من أجل أداء فريضة صلاة الجمعة، واستَمعت إلى خطيب الجمعة وهو يتحدث في الخطبتين الأولى والثانية عن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وعن بطولاته ومواقفه، مستدلاً بأكثر من حديث عنه وعن تلك البطولات والمواقف التي قدمها في سبيل دين العدل والحق والمساواة الذي بعث الله به نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، ألا وهو الإسلام، وقد تردد ذكر اسم الفاروق "عمر" على لسان الخطيب أكثر من عشرين مرة، بعد أن كان ذكر اسمه يتسبب في مشاكل ووجع رأس، لأنه أخطأ بحق علي بن أبي طالب وبحق زوجته السيدة فاطمة رضي الله عنهما جميعاً، بحسب ما كان يُحكى عنه في تلك القصة خلال أكثر من عشر سنوات مضت، لدرجة أنني بدأت أتخذ موقفاً من سيدنا عمر رضي الله عنه وكدت أكرهه لولا أن خطيب الجمعة اليوم ذكرنا بسيرته العطرة من جديد. بعد انتهاء الصلاة عدت إلى البيت وتذكرت الحملة الإعلامية التي طالت الفريق الشيخ سلطان السامعي عضو المجلس السياسي الأعلى من قبل مواليد اللحظة، بعد تحذيره الأخير لسلطة صنعاء من الوضع المزري وحديثه عن معاناة الشعب بسبب استشراء الفساد وتغوله في مؤسسات الدولة، وتذكرت أيضاً بعض الأفلام التي تقافزت من هناك لتسيء للشيخ السامعي، وحينها أدركت أن الخلافات بين أتباع علي وأتباع عمر مفتعلة، بإمكان الأطراف المتصارعة تحريكها وتوظيفها لأغراض سياسية، وحين يخرج رجل بحجم السامعي محذراً من الوضع المزري تنتهي كل تلك الخلافات غير الموجودة أصلاً، ويتقافز الجميع لتخوين المناضل السامعي، ليؤكدوا للشعب أن الخلافات التي كان يروج لها سابقاً مفتعلة، وأنهم سُدَن سمن على عسل من زمااااان.. وما فيش بينهم أي مشاكل، وليس من حق السامعي أن يحسدهم كمستفيدين من الوضع القائم بنقده للفساد ودعواته المتكررة إلى مصالحة وطنية لأنها تفقد أطراف الصراع المستفيدين من الوضع القائم مصالحهم. وهنا لا بد أن نشكر الفريق الشيخ سلطان السامعي عضو المجلس السياسي الأعلى الذي نجح في تحريك مياه العلاقات العميقة والمتينة من خلال تحذيراته التي أثمرت عن عودة العلاقات إلى مسارها الطبيعي بين "الأعدقاء". شكراً، وألف شكر للفريق الشيخ سلطان السامعي عضو المجلس السياسي الأعلى الذي نجح في حل خلافات لا وجود لها منذ قرون، وندعوه لأن يستمر في مواصلة دعواته إلى المصالحة الوطنية الشاملة، وألا ييأس كما عهدناه.. والله يعلم المصلح من المفسد ولو كره المفسدون، ومعهم حمدي السامعي.