بين ضغطة على رسالة sms وضغطة أخرى على صندوق الوارد اختفى كل شيء .. مطارق الطابور ..وسكاكين المذلة والمهانة في شوارع البحث عن دبة بترول .. فجأة .. المحطات جميعها مفتوحة .. البترول متوفر .. الديزل تحت أمر كل قادر على الشراء .. وحتى الكهرباء .. وكأن اليمن تعلن خلوها من كل كلفوت. ويسأل الغبي قبل الذكي نفسه هل حقاً كان وراء الأزمة عمليات قطع الطريق على قاطرات النقل ؟ إذا كان الجواب نعم فمن باب أولى أن تنقطع السبل أمام القاطرات بعد رفع أسعار المشتقات النفطية لا أن تنفتح بعد رفع سعر لتر البترول من 125 ريال إلى مائتين ورفع سعر الديزل من 100 ريال إلى 195 وإذن فقد ثبت بشهادة شمس النهار وقمر الليل وتجليات اختراع أديسون أن الأزمة كانت مفتعلة وأن الحكومة التي ملأت المحطات بالمشتقات فجأة بعد أن رفعت سعره هي نفسها الحكومة التي ضيقت الخناق على شعبها وعرضته لكل تلك المذلة ولم تراع حرمة الشهر الكريم ولا دلالة تزكية النفوس قبل حلول هلال العيد وإشراقة صباحاته. فعلاً أنا مواطن يمني إذن أنا إنسان مغفل مضحوك عليه وهو صائم .. مضروب بالجرعة وهو يحاول جلب الأنس والابتسامة مع العيد بالبرعة .. ولأنها حكومة تهوى إحراز الألقاب سيئة السمعة فقد أضافت إلى ألقاب الفاشلة .. الفاسدة والعاجزة لقب الجبانة ..وإلا ما الذي منع الحكومة من إقرار الجرعة بعد العيد وليس في قلب العيد؟ ثم لماذا لا ترفع الأسعار بمجرد أن أحست بخطر استمرار دعم محروقات البترول والديزل ؟ هل هناك ضرورة لإحراق أعصاب ودماء الناس في طوابير المهانة كل ذلك الزمن مادامت اتخذت القرار ؟ لقد جمعت حكومة باسندوة بين أكثر من عقوبة للشعب .. عقوبة إخفاء السلعة وإخماد الناس في طوابير المذلة ثم عقوبة رفع تسعيرة المشتقات النفطية ،وها هم الناس يعاقبون بوسائل نقل غير ملتزمة بالتسعيرة المعلنة وبمجاميع من المتقطعين للباصات التي تنقل الناس بمبرر أنهم استسلموا للجرعة ولم يعلنوا الإضراب حتى أن كل دباب صار بحاجة إلى طقم شرطة يلزم صاحبه بالحركة وباحترام التسعيرة ويحمي الدباب والركاب من الذين يمنعون الحركة كما حدث أمس . وبالمناسبة ما تزال التداعيات تحت الرماد كون أناس كثر لم يقتربوا من محطات البترول، بعد معتمدين على مخزونهم الاستراتيجي في البيوت عندما حاول بعضهم مواجهة كيد الحكومة بكيد مماثل تم فيه استدعاء القول تموت الأفاعي من سموم العقارب . ما أسوأ أن يجتمع الفساد والفشل والعجز والجبن في حكومة واحدة !