اغتال جيش الاحتلال الإسرائيلي في وقت متأخر من مساء الأحد ستة صحفيين بينهم مراسلي الجزيرة أنس الشريف ومحمد قريقع بعدما استهدف خيمة للصحفيين قرب مستشفى الشفاء في مدينة غزة. وقال مدير مجمع الشفاء الطبي بغزة محمد أبو سلمية للجزيرة إن استهداف خيمة الصحفيين أسفر عن استشهاد 7 أشخاص. وبالإضافة إلى أنس الشريف ومحمد قريقع وإبراهيم ظاهر ومحمد نوفل، استشهد أيضا في الغارة الصحفي محمد الخالدي والمصور مؤمن عليوة، وفقا لمصادر فلسطينية. ووقع الاستهداف في محيط مجمع الشفاء الذي يشهد تواجداً لعدد من الفرق الإعلامية لتغطية التطورات الميدانية في قطاع غزة، وأدى القصف إلى مقتل الصحفيَين أثناء أدائهما لعملهما الصحفي، بالإضافة إلى ثلاثة آخرين. كما استشهد صحفي سادس صباح الاثنين متأثراً بجراحه في نفس الاستهداف. وأصدرت شبكة الجزيرة بياناً حمّلت فيه، جيش الاحتلال والحكومة الإسرائيلية المسؤولية عن استشهاد مراسليها معتبرةً ما جرى "هجوماً متعمداً على حرية الصحافة". وأشارت الشبكة إلى أن الحادثة جاءت وسط "كارثة إنسانية" يعيشها القطاع، وأكدت أن مراسلها أنس الشريف وعدداً من زملائه تعرضوا سابقاً لحملات تحريض وتهديد من قبل مسؤولين عسكريين إسرائيليين. وذكرت الجزيرة أن مراسليها في غزة، ومن بينهم الشريف، كانوا من بين "الأصوات القليلة المتبقية" التي تنقل للعالم واقع الحرب في القطاع، رغم ما يتعرضون له من مخاطر، ومعايشتهم للجوع والمعاناة ذاتها التي يوثّقونها. وفي ردود الفعل، عبّر ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة عن تعازي المنظمة لأسرة الجزيرة. وقال دوجاريك -في تصريحات للجزيرة- إن الأمم المتحددة نددت بجميع عمليات قتل الصحفيين، مضيفا أن العاملين في الإعلام يجب من أداء عملهم بحرية دون استهداف. وعلقت إيرين خان المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بتعزيز وحماية الحق في حرية الرأي على عملية الاغتيال بأن الجيش الإسرائيلي يحاول قتل الحقيقة لكنه لا يستطيع ذلك. وقالت المسؤولة الأممية للجزيرة إن الصحفيين الذين يكشفون فظائع إسرائيل في قطاع غزة يتم استهدافهم، ووصفت الراحل أنس الشريف بالصحفي الشجاع، وقالت إنه أبلغها أنه سيواصل كشف الحقيقة. من جهتها، أعربت لجنة حماية الصحفيين عن صدمتها لاغتيال مراسلي الجزيرة أنس الشريف ومحمد قريقع ومصوريْهما على يد إسرائيل بغزة. وقالت اللجنة إن طاقم الجزيرة قتلوا في هجوم على خيمة يستخدمها الصحفيون، مشيرة إلى أن إسرائيل قتلت 180 صحفيا فلسطينيا على الأقل منذ بدء الحرب على غزة. بدوره عبر نادي الصحافة الأميركي عن الحزن والألم لاغتيال مراسلي الجزيرة في غزة، وقال رئيس النادي إن أنس الشريف واحد من بين أكثر من 200 صحفي تم الإبلاغ عن قتلهم منذ بدء الحرب، ووصف الشريف بأنه كان صحافيا مرموقا. في المواقف الفلسطينية، نعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الشهيدين أنس الشريف ومحمد قريقع، وقالت إن اغتيالهما والصحفيين الآخرين في باحة مستشفى الشفاء "جريمة وحشية تتجاوز كل حدود الفاشية والإجرام". وقالت الحركة -في بيان- إن اغتيال الصحفيين وترهيب من تبقى منهم يمهد لجريمة كبرى يخطط الاحتلال لارتكابها في مدينة غزة. ودعا البيان المجتمع الدولي ومؤسساته، وفي مقدمتها مجلس الأمن الدولي، إلى إدانة هذه الجريمة والتحرك الفوري لوقف انتهاكات الاحتلال غير المسبوقة للقوانين الدولية والأعراف الإنسانية، ومحاسبة قادته على جرائمهم ضد الإنسانية. كما نعت حركة الجهاد الإسلامي الشهيدين أنس الشريف ومحمد قريقع، وقالت إن اغتيالهما والصحفيين الآخرين في باحة مستشفى الشفاء يعد جريمة حرب شنيعة. وقالت الحركة -في بيان- إن حكومة الاحتلال بدأت بتجهيز مسرح جرائمها القادمة من خلال استهداف الصحفيين الذين يفضحون جرائمها ومجازرها للعالم عبر إسكات أصواتهم بالقتل المباشر والمتعمد.