وإن كان التاريخ المكتوب والمقروء في الكرة الأرضية يقر بهذا، فبالنسبة لنا كوكب أرضي مستقل يُدعى (المرّيخ اليمني).. فلا نقر بأن هذا عام جديد، لا بد من الفرح ببدايته والاحتفال والتفاؤل وووو...، لأن ما مررنا به في العام الماضي دون غيره يؤكد أنه لا شيء في حياتنا يُصلحه مرور الزمن، بالعكس كل شيء في حياتنا ووطننا بالذات لم يحدث فيه عام مضى أو عام سيأتي أي شيء، إلا في التراجع لما وراء وراء الوراء، فلا شيء يتطوّر، لا أحلام تحقق، لا حقيقة تُعرف، لا بشر يقدّرون إخوانهم البشر، يشعرون بهم ، يؤمنون بإنسانيتهم، يعيشون بحبٍّ وسلام وانتماء وود، بالعكس كل واحد يقتل الآخر بمنتهى الوحشية، بمنتهى القسوة والإجرام، كأنهم لا ينتمون إلى وطن واحد وجسد ودم واحد. كل العالم، كل البشر الطبيعيين في العالم، يعطون لأوقاتهم أهمية، لكل لحظة تمضي من عمرهم فائدة وهدف، حتى وهم يتعاطون الخمور والمخدّرات، على الأقل يحافظون على أوطانهم، يحترمون بعضهم، يتعجب المسلم من نفسه على التزامهم بالصدق والأمانة، ونحن لا نمارس في حياتنا غير الكذب، أي شيء، وشيء آخر يميّزنا عن غيرنا طبعاً من الدول الغربية والعربية، وهو (القات) الذي يُضاف إلى فشلنا وأحزاننا وضياعنا، مواطنين ووطناً، فلا يمكننا أن نهتم بشيء اسمه تاريخ أصلاً، فسابقنا كلاحقنا تماماً، مع إضافة أن ما يأتي أبشع وأفشل، وعليه نقول عام ماضٍ لأننا نعود إلى الوراء، لا نتقدم خطوة إلى الأمام أبداً. وعليه فالمدوين أننا نقبل على عام جديد، فأتمنى إقناعهم أننا أقبلنا على عام مضى، وربما سيكون ما مضى أهون بكثير مما هو قادم، فبعد أن نخرج من منازلنا لأجل لقمة عيش، ونحن في خوف ورعب أننا قد لا نعود لبيوتنا، قد لا نرى أطفالنا، وكل ذلك لأن المتفجرات باتت تُزرع في كل مكان، حتى في المدارس والجامعات، التي لا ناقة لها ولا جمل بشيء، فحتى أولادنا لابد أن نفقدهم، فوق ما نعانيه من مصاعب الحياة كأننا في حروب، نخاف على أولادنا من الموت بطريقة كهذه. كم هو مؤلم أن نعترف بهذه الحقيقة، الحقيقة الموجعة التي لا يمكننا الهروب منها، إن كل شيء في حياتنا يعود للوراء، حتى الأعوام التي يعتبرها العالم قادمة، ويحملون في عقولهم مخططات لعام جديد، عام سيطوّرون فيه حياتهم، سيتحركون للإمام ألف خطوة، سيحققون إنجازات مشرفة لوطنهم، كيف سيرتقون إلى مصاف الدول المتطورة والمتقدمة؟، هؤلاء النوعية من الناس وحدهم من ينظرون لهذا التاريخ، أما نحن فمن عام لعام نخسر ما تبقّى في حياتنا، خسرنا الأمان والأمل وحتى الإحساس بالتفاؤل بأننا سنحقق شيئاً في حياتنا، فحتى على المستوى الشخصي لكل واحد منا، لا يمكن لأحد أن يقدم على أي مشروع، على أي خطوة لتطوير حياته، والحياة ككل البشر، فالبلاد يعمها فساد عجيب، فلا يمكن لأي حالم أن يفكر في أخذ حقه، وخدمة وطنه. فيما من تهنئون بعضكم بهذا العام.. شكر الله سعيكم.