أينما وليت وجهك ثمَّ أسلحة ورصاص ودماء وجثث وكلما أرهفت سمعك لن تسمع غير أزيز الرصاص ودوي انفجارات القنابل والقذائف وحشرجات الضحايا الذين نختزل مأساتهم بصور نلصقها بمهارة على واجهات وخلفيات المركبات مصحوبة ب (شهيد الغدر) هذا هو راهن (تعز) التي تجتاحها عواصف الفوضى المنبعثة من بؤر وأخاديد العبث المستحكمة في تفكير ونفسية من لا يستطيعون ممارسة حضورهم في ميادين الحياة في مناخات الأمن وتحت مظلات السلام. ولا تلمع أسماؤهم إلا تحت أضواء الرصاص والقذائف ..مخيف ومفجع ما يجري من انتهاك للحياة في هذه المدينة التي كانت ولعقود طويلة محط رهان البلوغ إلى دفء الحياة المدنية والاحتكام للقانون.. إن مشهد الحياة في هذه المدينة قاتم حد انعدام الرؤية وحد العجز عن إيجاد منفذ للخروج إلى فضاء أخف قتامة واقل دموية وليس أمامها مناص لتنجو من عواصف التدمير والفوضى غير أبنائها جميعهم حاكمهم ومحكومهم وبلا استثناء فالدولة غائبة وأدواتها الأمنية معطوبة والمأساة قد أخذت كل أبعادها وليس أمام الجميع غير تلافي الانهيار الأخير الذي سيجعل هذا السقف المتهالك يقع على رؤوس الجميع بلا استثناء ولا يظن أحد أنه يستطيع التحكم بخيوط الفوضى وتوجيهها نحو غيره وتسييرها في مسارات بعيدة عنه.. فالفوضى عمياء صماء لا تنتقي ضحاياها ولا تراعي جميلاً لصانعيها أنها تسحق الجميع. رابط المقال على الفيس بوك