حركة التاريخ تسير بفعل صراع الأضداد وتخلّف ركاماً هائلاً من حطام هذا الصراع ليتحول إلى أدوات تعبيرية متأطرة في جماعات وأحزاب ومفاهيم تعبّر عن ماضٍ لم يعد له تأثير ولا يتمتع بحياة فقط تبقى كأدوات تستنسخ الماضي وتعيشه بتفاصيله الغريبة عن واقع الحاضر واشتراطات البقاء فيه إنها قوى وأدوات عاجزة كلياً عن السير في ركب الحياة المتغيرة المتحولة بل إنها تلوث صفاء الراهن الإنساني من خلال اجترارها المستمر لعفونة الماضي وقيئها في وجه راهن إنساني مختلف وما يجري في دماج من معارك واقتتال تحت راية الانتصار لعلي بن أبي طالب من معاوية بن هند والعكس أيضاً هو تأكيد لعجز هذه الأدوات عن العيش والبقاء في الحاضر الإنساني وسبر أغواره والتحليق في فضاء التحرر من أغلال ذلك الزمن السحيق والتاريخ المندثر وممارسة الحياة الطبيعية وفقاً لشروط الحاضر وقوانين التطور لم يعد علي هنا ولا معاوية كأشخاص يديرون معاركهم وفقاً لمقتضيات مصالحهم السياسية والاقتصادية والأخلاقية لكن الفتات الناتج عن صراعهم كأضداد هوا الكائن الماثل الآن كأداة تعبّر عن ماضٍ كان ماضياً فقد حيويته وعنفوان بقائه بفقدانه لشروط وجوده وسيرورته ولكنها تعبّر عما كان لا عما يجب أن يكون ولأنهم لا يمتلكون المبررات المنطقية لما يمارسونه من عبثية سخيفة فإنهم يحشرون الله في صراعهم .. الطرفان يقتتلان باسم الدفاع عن إله واحد. رابط المقال على الفيس بوك