من لديه شهوة إلى القتال عليه أن يحمل معداته الحربية ويغادر هذا البلد إلى أي أرض أخرى لتصفية عقده مع السلام والاستقرار ,نحن سئمنا الحروب والكوارث ,وما عادت بنا طاقة لاحتمال المزيد . لاشك في أن أرضاً ما على ظهر هذا الكوكب قادرة على استيعاب مدمني الكوارث والنزعات الشيطانية ,وهنالك سيحظى العصاة وسماسرة الدم بحفاوة كبيرة وربما تفرش الأرض أمامهم وروداً حمراء .. وجماجم ! تعرض هذا الوطن للاغتيال عشرات المرات أتحدث عن مشاريع طموح حظيت بنصيب وافر من الدهس وقد آن للوطن أن يصحو من نوبات موته ويكف عن الانحناء للقتلة ,ثمة حياة أخرى هو أجدر بأن يخوض غمارها بشجاعة واقتدار ؛ انتظار القتلة إلى أن يكفوا عن الإيغال في اغتياله لا يعني شيئا عدا إرسال إشارة سيئة باستفحال الرغبة لديه في البقاء تحت رحمتهم ,وعلى شفير نصالهم وسواطيرهم .. إدمان الوطن لحالة اغتياله أكبر جرم قد يرتكبه الوطن بحق أبنائه ! ثمة عصاة كثر في هذا الوطن ,وتحت هذه التسمية يمكن تصنيفهم إلى قتلة ,ومسعري فتن ,ومرتزقة ,وتجار حروب ,وسماسرة مواقف ,وجبناء لكنهم جميعا عصاة ومن غير اللائق بالوطن الاستمرار في التعاطي معهم من منطلق بابوي كمراهقين أشقياء لا مقاييس لديهم للخطايا على الرغم من استشعارهم حجم فداحة ما يقدمون عليه ويرتكبونه . حين قررنا أن نثور وندخل في عملية انتقال جديدة كان ثمة جملة دافعة من الاعتبارات الإنسانية والوطنية ,كان من المهم لهذه العملية أن تشمل كل هؤلاء العصاة لإعادة صوغ مفاهيمهم إزاء الوطن والدولة والمجتمع على نحو يطهرهم من ملوثات الماضي كشرط لازم لنجاح عملية الانتقال لكن ذلك باء بالفشل على الأرجح , لم نخطئ مدارج الانتقال السليم ؛ بل إن خطأنا تمثل في الركون إلى الاعتقاد بأن هؤلاء سيفهمون مغزى الرغبة من هذا الانتقال ,ولوازمه الأساسية .. بدونا كمن يدعو رجلا ظفر بمقعد في الجنة أن يجرب ولو للحظة واحدة الانغماس في الجحيم ! لم تفتح الثورة نوافذ الوطن لشظايا الجحيم ,كل ما في الأمر أن العصاة تكاثروا بحجم الضرر الذي طالهم من الثورة .. وضعت الثورة الوطن في مسار إنساني طوح بامتيازات عديمي الإنسانية فشحذوا سكاكينهم وشرعوا في ذبح الوطن دون رحمة ! حتى اللحظة تبدو الثورة محصنة ضد الأنين لكن : من المحتمل أن العصاة يرغبون في إدمائها عبر دفع الناس للكفر بها , استمرار حالة المداهنة مع العصاة هو المفهوم الناعم لقتل الثورة .. ماذا ينتظر الوطن لتحصين الثورة ضد تهافت القتلة ؛ الذي لا تغيره “ ثورة “ لن يتغير ..عليك أن تضع حدا لغطرسته قبل أن يغير عليك ويجعل منك وثورتك مجرد أضحوكة كبرى في ذاكرة التاريخ. العصاة يترصدون الثورة في محاولة لإدمائها ودفعها للأنين ..يعتقد هؤلاء أن هذه فرصتهم الذهبية ؛فالقوى الثورية منشغلة بتقاسم المناصب والوطن يرثي ضعفه ونوبات موته , قد لا نعرف كيف ستثمر جهودهم اللعينة لكن المؤكد أن ثمرة ما سيقطفونها .. هلا رأيتم جهوداً دون ثمار ؟! [email protected] com رابط المقال على الفيس بوك