بشروق شمس الصباح التالي لصباح المجزرة الواقعة في مجمع وزارة الدفاع بصنعاء يذهب حدسنا إلى الجزم بأننا اجتزنا عتبة أخرى من عتبات السقوط ,وجسرا آخر من الجسور المفخخة بالديناميت والجماجم , ما جرى يعزز من قابليتنا لإجراءات بناء الدولة في مساراتها الآنية , وحشية اعداء الدولة تتكاثف مع كل تقدم يجري إحرازه على الارض , صخب جنون نقمتهم يخترق طبلات آذاننا على شكل صواعق ومتفجرات وقنابل يدوية من تلك التي ألقاها أحدهم في زحمة القابضين على ارواحهم خشية الفناء في إحدى الزوايا داخل مبنى مجمع الدفاع كما يظهر الشريط المعروض على شاشة الفضائية اليمنية , نشعر بالانتشاء لاضمحلال أماني خصوم الدولة في مسعى إعاقتها عن المضي نحو الأمام ؛ إذ لم يعد لديهم ما يمكن أن يشكل تهديداً حقيقياً لوجودها.. مجرد قنبلة في يد مرتعشة لملثم حقير هي أدعى الى أن تكون مادة لسخرية اليمنيين لو لم تكن قد خلفت شهداء يستحقون أن نرثيهم بكل مافي قاموس لغتنا من مفردات الأسى والحزن . ذات صباح لن يسعف أعداء الدولة حتى مجرد رمي قنبلة في وسط الزحام ؛ نحن عزمنا على أن نغادر وطن القنابل والكاتمات والمدفعية الثقيلة مراهنين على أن وطن آخر ينتظرنا بشغف بعيداً عن ضوضاء صواعق القتلة ونحيب الأمهات الثكالى ! وزارة الدفاع في مهب استهداف القوى المتربصة بوطن ما بعد ثورة فبراير , سوداوية أرواحهم تتناسل جرماً وأحقاداً .. يسترقون أمن المواطن ,ويتلاعبون بخطط الاستقرار المرسومة حكوميا لخلق ذهنية مشوبة بالهلع وأمزجة معكرة تنسد أمامها خيارات الأمل فينعكس تفكيرها الذاتي على خيارات مرة وتساؤلات تتمحور حول انجازات ثورة ذبيحة ومغدورة ومكبلة بقيود العجز . يراهنون على أن بمقدورهم حشر الناس في إطار ذهنية هلعة قلقة متوجسة بائسة مشوبة بالتساؤلات الرتيبة ونراهن على نظارة الوعي المجتمعي وجسارته بما يغلق الباب امام محاولات النفاد الى اغوار الأمل المتكاثف يوما بعد يوم إثر ثورة اطاحت بحيثيات اليأس وأشرعت وعي الشعب على نوافذ الامل . حادثة وزارة الدفاع أو عملية الانقلاب الفاشلة سموها ما شئتم تأتي في سياق شبق عدواني محموم لتكريس ذهنية اليأس من الثورة والتغيير وخلق وعي ارتدادي مهزوم ليتسنى قتل الثورة في وجدانات الناس ,الثورة بوصفها المشروع الأجمل والاعظم , الثورة باعتبارها كينونة الأمل وخلاصة المبتغى ,وغاية الغايات الشعبية .. هدفهم الثورة لا مجمع الدفاع ,غايتهم المشروع التغييري لا رئاسة الجمهورية ! سيخرج الوطن من عباءة الموت رغم كل الاحقاد المشتبكة بذهنية الجرم الهمجي المتسلسل ..وعي الشعب سيتغلب على الجريمة , ذهنية الشعب المشتبكة بعصمة الحلم الجميل ستقهر كل إرادات المؤامرة,ومشاريع الارتداد ! [email protected] رابط المقال على الفيس بوك