لا تلخص «الوثيقة المدنية لليمن المنشود» الصادرة عن 4 ورشات ,والتي شارك فيها نحو 180 مفكراً وعالماً شرعياً وبرلمانياً واكاديمياً جامعياً من مختلف الاطياف مطالب شباب الثورة السلمية فحسب ؛ انها تتجاوز ذلك الى كونها تعكس حقيقة الوعي المتنامي لدى النخب السياسية والأكاديمية بطبيعة المطالب الشعبية ,وآمال الناس من المستقبل الذي يفترض ان يتمخض عن التحول التاريخي الذي يشهده البلد الآن . يمكن الحديث اليوم عن تطور نوعي في طبيعة نظرة النخب لمجمل واقع المشهد العام وطريقة تعاطيهم معه باتجاه تعزيز الالتحام بالناس , وملامسة هموهم وآمالهم ومن ثم الصعود بها إلى الجهات ذات الاختصاص كتوجه يتماشى مع طبيعة التحول وظروفه ومستحدثاته , وهو توجه يعزز من فرص حضور الثورة كحالة وطنية ملحة وضرورية في نفوس وأذهان أولئك الذين لايزالون يحاذرون الانخراط في بوتقتها , وهؤلاء كثر ,ويتواجدون بكثافة في أوساط الفئات من ذوي المستوى الاقتصادي والاجتماعي والتعليمي المتدني . لتوي فرغت من قراءة الوثيقة المدنية المكونة من 11 ورقة تحوي مبادئ ورؤى وتوصيات وأفكاراً ملهمة تعد بمثابة خارطة طريق للمرحلة القادمة, وهي معدة في عدد من البنود الرئيسية وتحت كل بند جملة من النقاط تلخص مزيجا من القضايا والمطالب الأساسية التي ينادي بها الناس ويتطلعون إليها بشغف إثر ثورة أطاحت بالصمت كقيمة سلبية , ودفعت بكل هذه المطالب إلى الواجهة من جديد . ثمة وثيقة تلخص احتياجات وطن سلبته الاقدار حقه في أن يعيش خارج سياق الموت والبؤس والفقر والبطالة والاحتراب والتطاحن , وها هي تمحو زلتها القاصمة عبر منحه الفرصة لمغادرة ظروف القرون الوسطى والالتحاق بركب الحياة والتقدم إن التغيير هو قدرنا الأجمل , والوثيقة المدنية تعبير فلسفي عن الغاية الأسمى لعملية التغيير .. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك