من الأولويات التي تستوجب على معشر الكتاب والصحفيين.. وكذا رجال الدين والعلماء والوعاظ.. وفي طليعتهم المرجعيات الدينية والفكرية والاجتماعية والسياسية.. بل ومن أولويات ما يجب أن يكون في صدارة وهموم أعضاء مؤتمر الحوار الوطني الشامل “قضية الأمن والاستقرار”. فالأمن والاستقرار “منظومة متكاملة” ذات معان ودلالات بدون توافرها لا تستقيم أمور الأمة إذ بفقدانها تبرز شريعة الغاب.. وتضيع الحقوق وتسود المجتمعات الفوضى بكافة معانيها وأشكالها وتتوقف عجلة البناء والتنمية عن الدوران إلى الأمام.. وتنتقي في ظلها جملة القيم المجتمعية.. وتتربع نوازع الشر والحقد بين الناس.. وتعطل الأنظمة والقوانين التي تكفل الحقوق والواجبات في آن واحد. ولذلك فإن قضية الأمن تتصدر أولويات الفرد والمجتمع باعتبارها الإطار العام والهام للاستقرار الذي يؤمن الأرضية أو القاعدة اللازمة لمقومات الحياة وقد أكد على ذلك ديننا الإسلامي الحنيف في الكتاب والسنة، كما أكدت وتؤكد على ذلك التشريعات والقوانين الإلهية وحتى الوضعية.. وما يستوجب الاستشهادية هنا أن فقدان الأمن يعني انعدام مقومات الحياة المستقرة. إذ تنتشر الجريمة بكافة أشكالها وتفرعاتها وتتلاشى القيم والمبادئ ..ويبرز الظلم بين الناس بأبشع صوره.. ولو أخذنا بما يدور في واقع مجتمعات تفتقد للأمن كما هو الوضع في بعض إن لم يكن كافة المدن السورية التي تعيش اليوم واقعاً مراً وأليماً جراء الحرب الدائرة التي فقد في ظلها الأمن وصار الحرام أشبه بالحلال والحلال أشبه بالحرام. وصار الناس في هول الكارثة التي حلت بهم نتيجة انعدام الأمن والاستقرار. نحن اليوم وفي يمن الإيمان والحكمة.. نجد أن الضرورة صارت تقتضي نتيجة بروز بعض الظواهر الخطيرة والمخلة بقواعد القضية الأمنية أن يستشعر كل منا مسئولياته وواجباته الدينية والوطنية والأخلاقية في كبح جماح تلك الظواهر والتكاتف والتلاحم والحرص على وأدها باعتبارها مؤشرات جد خطيرة على حياة واستقرار الفرد والجماعة. إن تداعيات تلك الظواهر التي ألحقت الضرر الكبير في الأنشطة التنموية والخدمية والسياحية ستكون معالجاتها مستعصية ما لم يدرك قادة الأحزاب والتنظيمات السياسية وكل شرائح المجتمع مدى الخطر الداهم الذي سيلحق بالأمة وبالوطن ونسأل الله جلا وعلا أن تسود الحكمة اليمانية رؤانا وأفكارنا في كيفية التعاطي مع القضية الأمنية التي تعاني منها بلادنا. إن الضرر الذي ألحقته التداعيات الناتجة عن الانفلات الأمني في واقع حياتنا ليدق ناقوس الخطر على مسامع الجميع وهو ما يستدعي منا التنبه لما قد يؤول إليه واقع حياتنا.. فما نحذر منه ونتمنى تجنبه نأمل أن لا يفسره البعض بأنه تشاؤم مبالغ فيه.. ولكنه يفرضه الواقع الذي صار هاجس الجميع دون استثناء.. ونجد أنفسنا في غنى عن تناول تفاصيله كونه يحاكي واقع حياة الفرد والجماعة. أخيراً: قضية الأمن لا تقتصر على رجل الأمن.. بل إنها قضية المنزل والمدرسة والمنابر الوعظية والفكرية والسياسية والأخلاقية.. إنها قضية كل يمني أينما كان وفي أي موقع وقبل أن يقع الفاس على الرأس يجب أن نقف ونتدارس ونعمل من أجل حماية أمننا وأمن وطننا قبل فوات الأوان، وإذا كان بعضنا قد رفع شعار اليمن أولاً.. فإننا ننادي برفع شعار الأمن أولاً قولاً وعملاً.. والله من وراء القصد. رابط المقال على الفيس بوك