واجب العزاء والمواساة –أولاً – لعائلة الشهيد عبدالكريم جدبان وكل اليمنيين الشرفاء الذين يجري دم عبدالكريم ودماء كل ضحايا الغدر والاغتيالات في شريانهم الوطني النازف أسى على ما يحدث في اليمن الشقي. وثانياً، فلا أسوأ من جرائم القتل وعمليات الاغتيالات سوى التهم الجاهزة والإشارات المبيتة التي تقتات أهدافها السياسية القذرة من دماء الضحايا وتحتفي بالجريمة كما لو أنها كانت تنتظرها بفارغ الصبر. وبعد خمس دقائق من جريمة اغتيال جدبان انكشف المستور وتسابقت وسائل الإعلام الحاقدة على التجمع اليمني للإصلاح لإثبات أن الإخوان هم من قتلوا جدبان بفرضيات إعلامية وتحليلات عالية السخافة. في أية حادثة قتل وعلى أي دم مسال تتولى الأجهزة المعنية التحقيق والبحث في خيوط القضية عن الفاعل والقاتل وهذا ما يحتاج وقتاً وليس خمس دقائق. والعجاب هو أن صحيفة معادية للإخوان والإصلاح وناطقة باسم النظام السابق هرعت للتو في تقديم ما تراه هي أدلة خطيرة وسبقاً صحفياً الأول من نوعه في العالم وقد أشفقت عليها كثيراً بعد قراءتي اكتشافها الصاقع في أن جريمة اغتيال جدبان جاءت إثر تصريح صحفي من النائب الشهيد لذات الصحيفة تحدث فيه عن رغبة الإصلاح للتمديد لفترة رئاسية تالية لعبدربه، وقالت الصحيفة صاحبة الاكتشاف والتحليل البارع إن التصريح مسجل لديها ولا أفهم هل هي نشرته في حينه أم احتفظت به لحينها..؟!. وجّه الحاقدون أصابع الاتهام إلى الإصلاح قبل أن يلفظ الشهيد نزعه الأخير ولست استبعد أنهم وضعوا كاميرات المراقبة والتصوير في مكان الحادث الإجرامي قبل وقوعه فتلك مواهب خلاقة لا يمتلكها إلا الراسخون في الدم الذين هم أول من يتباكى على الضحية ويمشي في جنازته. وبتهارع هذا الإعلام الضال بالتحليلات والاتهامات المسعورة لطرف معين قبل أيام من ثبوت القضية واستقصاء الحقيقة في تحقيقات تقوم بها الجهات المعنية وليس الإعلاميين، وبهذا الاحتفاء البالغ من جهة هذه الوسائل بالوجبة السياسية الدسمة التي حصلوا عليها من دم الشهيد جدبان وتوجيه التهمة المباشرة إلى حزب الإصلاح وإخوان اليمن نكتشف أننا أمام حقيقة واحدة هي أن اليد التي توجّه اصبع الاتهام بمهارة هي التي تجيد وبمهارة الضغط على الزناد بذات الأصبع المحترف.