وصل ظهر يوم أمس الثلاثاء إلى مطار صعدة جثمان الدكتور عبد الكريم جدبان عضو مجلس النواب وعضو مؤتمر الحوار الوطني الذي اغتاله مسلح يستقل دراجة نارية مساء الجمعة الماضية بعد خروجه من مسجد الشوكاني عقب صلاة العشاء في العاصمة صنعاء حيث كان في استقبال جثمانه الذي أقلته مروحية عسكرية جموع غفيرة من قبائل صعده لتبدأ بعد ذلك مراسم تشييع الجثمان إلى مثواه الأخير في مدينة صعده. وكان شيع الآلاف صباح نفس اليوم جثمان جدبان وسط حضور كبير من القيادات السياسية، والحزبية، ورجال الدولة، والعلماء بعد أن كان المشيعون أدوا صلاة الجنازة عليه في جامع القبة الواقع في منطقة الجراف، قبل أن يتم نقله إلى مسقط رأسه في صعدة لدفنه. ماتزال إدانات حادثة اغتيال الدكتور والنائب البرلماني عبد الكريم جدبان تتداعى على المستوى الداخلي والخارجي حيث أدانت وزارة الخارجية الامريكية تزايد أعمال العنف الطائفي في اليمن بما في ذلك مقتل عبد الكريم جدبان، فيما اعتبر السفير الفرنسي في صنعاء العملية باغتيال أمة، كما أدان الاتحاد الأوربي ومجلس التعاون وكافة الأحزاب السياسية والتنظيمية. وإذ ركزت معظم بيانات الإدانة على اعتبار عملية الاغتيال محاولة لاستهداف الحوار وإفشاله دون النظر للشحن الطائفي وفتاوى التكفير العلنية فقد أعاد الاغتيال حملة التحريض التي تعرض لها الدكتور جدبان في أوقات سابقة، وفيما نفى الشيخ يحيى مقيت رئيس التحالف القبلي لأبناء محافظة صعدة الاتهامات المنسوبة إليه من قبل من وصفها بالأبواق الإعلامية التي مردت على الكذب والنفاق وإطلاق الشائعات و التهم على حسب إملاءات أسيادها الممولين والتي قال إنه تلقاها بدهشة بالغة.. ومن تلك الأكاذيب التلويح له شخصيّا بتهمة الضلوع في عمليات قتل و اغتيال جرت مؤخراً في العاصمة صنعاء فقد قام ناشطون بإعادة ما نشره مقيت على صفحته في الفيس بوك بتاريخ التاسع من فبراير الجاري رغم قيامه بحذفه بعد عملية القتل وقال فيه من يريد الجنة عليه أن يخطط لاغتيال المجرم الحوثي عبدالكريم جدبان الذي يتواجد في صنعاء وهو ممثل الحوثي في مؤتمر الحوار الوطني نرجو ممن تمكن أن يقتله جزاكم الله خيرا. وكانت الكتلة البرلمانية لتجمع حزب الإصلاح انسحبت من مجلس النواب الاثنين الماضي قبل أن تعود إليه بعد إقناعهم بعد أن اتهم النائب عبده بشر حزب الاصلاح بالوقوف وراء اغتيال النائب البرلماني عبدالكريم جدبان, وحملهم مسؤولية حملة التحريض المذهبي والطائفي، وكان الشهيد جدبان قد كشف عن تعرضه لمحاولة اغتيال في الخامس والعشرين من مارس 2012 وحمل حينها في تصريح ل"براقش نت" بعض نواب الإصلاح وقال "أحمل بعض نواب الإصلاح مسئولية أي ضرر يلحق بي حاليا أو مستقبلا", معتبرا هذه الحادثة سابقة خطيرة على مسار الأزمة السياسية في اليمن وعند سؤاله عن الجهة التي تقف وراء ذلك, قال جدبان "أنا لا أتهم أحدا ولكني أحمل بعض نواب الإصلاح مسؤولية التحريض ضدي في وسائل الإعلام التي يملكها ويمولها حزب الاصلاح ". وأضاف جدبان أنه تعرض لحملة تحريض ضده بعد أن طالب بتشكيل لجنة برلمانية للتحقيق في الاعتداء على شباب الصمود في ساحة الجامعة, مشيرا إلى أن حملة التحريض كانت عبر "الصحوة نت" و المواقع الاليكترونية والصحف التابعة لحزب الاصلاح وكذا قناة سهيل. وكان جدبان قد حذر مبكرا عقب حادثة اغتيال عبد الواحد أبو راس ممثل أنصار الله منتصف العام الحالي معتبرا أنها بادرة خطيرة تستهدف اليمن والحوار الوطني والإجماع الوطني كله. وأوضح أنها لن تكون الأخيرة وهناك مشروع تدميري لا يعيش إلا في أجواء موبوءة في أجواء دموية لا يعيش إلا في تلك الأجواء ولذلك سيحرصون على أن يفجروا هذا المؤتمر وأنا أخشى ما أخشاه أن يستهدف بعض إخواننا من المحافظات الجنوبية ليقولوا للحراك اذهبوا من الحوار لا حل أمامكم إلا القوة. وطالب حينها رئيس الجمهورية و قوات الأمن والدولة والحكومة أن تتخذ وأن تتحمل كامل مسؤوليتها عن هذا الحادث لأنه ليس حادثاً عرضياً وإنما مدبر وفي رسالة كتبها نجل الدكتور عبدالكريم جدبان يرثي فيها والده تمنى خلالها أن يلتقي بالقاتل قائلا "وأقول للقاتل الخائن والجبان وكل من له علاقة ويد في هذه الجريمة البشعة والخارجة عن نطاق الإسلام والدين والإنسانية والمبادئ والقيم أقوول له أتمنى أن أعرفك أيها القاتل والفاعل.. ليس لأنتقم منك وآخذ بثأري منك علماً بأنه من حقي وحق أسرتي شرعاً (القصاص). وقال محمد جدبان "أنا لا أسمي هذا حزناً ولا فاجعةً وإنما والله فرح وبهجةً فقد نال الشهادة في سبيل الله وهي من أعلى المراتب وما كان يتمناه الأنبياء والصالحون فهنيئا لك يا والدي الغالي".