أشعر بالحزن الشديد الذي يصل إلى حد الكآبة من قتامة المشهد الذي أشاهده كل يوم في وسائل الإعلام اليمنية . دماء اقتتال خطف مكايدات سياسية تجري كل يوم على مرأى ومسمع من الجميع . كرهت أنا وغيري قراءة الصحف ومتابعة أخبار اليمن وخاصة نحن الذين نعيش في المهجر لأن ما يجري من استباحة للدماء وترك العابثين يشوهون المشهد الذي بدأ اليمنيون يرسمون ملامحه لايرضي أي أحد عاقل ينتمي إلى هذا الوطن . وهنا يفرض السؤال نفسه بقوة ويبحث عن الإجابة السريعة . هل هذا الواقع الذي نشاهده هو نتيجة لضعف حاصل في هذه الحكومة أم هو إرث للدولة العميقة والنظام السابق الذي لايزال يمسك بخيوط اللعبة السياسية ، من المستفيد من تأجيج الصراع بين أبناء الوطن الواحد ، من يقف وراء هذه الاغتيالات الشنيعة والخطف والسلب وتعكير الصفو العام داخل الشارع اليمني ؟ يجب أن نجد إجابة واضحة عمن يقف وراء هذا الواقع المحزن وهذا التحريض الممنهج والإرباك المنظم للمشهد اليمني والذي يجر البلاد إلى حرب أهلية طاحنة. أمام هذه الدماء الزكية التي تسال كل يوم وأمام هذا القتل المتكرر لا مجال للسكوت أو المناورة من قبل الحكومة في عدم الإفصاح عن حقيقة ما يجري وكشف الغطاء عن الجناة الحقيقيين والعابثين بأمن واستقرار هذا الوطن الذين استرخصودماء اليمنيين في كل مكان. أن نصل إلى هذه المرحلة من اللا مبالاة أمر في غاية الخطورة لاسيما وأن هناك ثورة قامت ودماء سالت وحلماً لم يتحقق بعد فالتأريخ لن يرحم المتخاذلين والساكتين عن إراقة هذه الدماء . أما أولئك المصابون بمرض الغرور والقوة الذين يستعرضون رجولتهم أمام الآخرين نقول لهم لاتفقدوا انسانيتكم فدماء الأبرياء لعنة في وجه من يسترخصها ، والأيادي التي تحمل السلاح في وجه الضعفاء لايمكن أن تلقى قبولاً من الآخرين بعد ذلك. إن حقن دماء اليمنيين التي تسال كل يوم هي مهمتنا جمياً والوقوف أمام هذه الأخطار الجسيمة التي تهدد كيان الوطن مسؤولية الجميع كل حسب طاقاته وقدراته حتى لاتغرق سفينة هذا الوطن وتستمر المسيرة التي بدأها اليمنيون لاستكمال ثورتهم وإعادة الأمن والاستقرار إلى الشارع اليمني الذي أصبح يهدد الجميع . يجب أن يحكم العقل والحكمة والمنطق حتى نفوت الفرصة على من يريد إحداث هذه الفتنة بين أبناء الوطن ويعيق مسيرة الحوار . أوجه النداء إلى المتصارعين في دماج وصعدة احقنو دماءكم وحافظوا على أمن واستقرار مدينتكم وخذوا العبرة من الإمام الحسن بن علي رضي الله عنه خامس الخلفاء الراشدين حينما تولى الخلافة بعد أبيه سيدنا علي بن أبي طالب وتنازل عنها حقنا للدماء وحفاظا على دماء المسلمين وتحدث يومها مع قادة جيشه وأصحابه عن سماحة الإسلام وضرورة أن يكون المسلمون يدا واحدة والحفاظ على حرمة دمه وأن المسلم إذا قاتل أخاه المسلم فالخاسر هم المسلمون أنفسهم . فاليمني حينما يقتل أخاه فالخاسر هي اليمن جميعا فنحن في مركب واحد ولانستطيع أن نعيش إلا كذلك . رابط المقال على الفيس بوك